المنهاج التربوي المغربي وسؤال الثقافة العلمية - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



دفتر المواضيع التربوية العامة هذا الركن بدفاتر dafatir خاص بجميع المواضيع التربوية العامة التي لا يوجد لها تصنيف ضمن الدفاتر أدناه ..

أدوات الموضوع

الصورة الرمزية abo fatima
abo fatima
:: مراقب عام ::
تاريخ التسجيل: 7 - 1 - 2013
المشاركات: 6,890
معدل تقييم المستوى: 850
abo fatima في سماء التميزabo fatima في سماء التميزabo fatima في سماء التميزabo fatima في سماء التميزabo fatima في سماء التميزabo fatima في سماء التميزabo fatima في سماء التميزabo fatima في سماء التميزabo fatima في سماء التميزabo fatima في سماء التميزabo fatima في سماء التميز
abo fatima غير متواجد حالياً
نشاط [ abo fatima ]
قوة السمعة:850
قديم 14-05-2013, 22:34 المشاركة 1   
افتراضي المنهاج التربوي المغربي وسؤال الثقافة العلمية

المنهاج التربوي المغربي وسؤال الثقافة العلمية








إن موضوع التربية في علاقته بسؤال الثقافة العلمية يموضعه في إطار يتأرجح بين الإنتاج الرمزي المولد للأنساق التربوية المتضمنة للمرجعيات المجردة الطامحة لخلق جيل قادر على سبر أغوار التفكير العلمي في
أفق خلق شروط تنمية حقيقية، وبين القوالب المادية الحسية التي تحول زخم النظرية إلى حقيقة سارية المفعول. والفرق بين اللحظتين يكمن أساسا في مؤشرات درجة التشبع بمبادئ العلم والعقل، التي تقاس بها تاريخية (historicité) أمة من الأمم.
فإلى أي حد يبدو منهاجنا التربوي المغربي، من خلال الكتاب المدرسي، مهيئا لخلق تلك القوالب المادية الحسية القادرة على تحويل زخم النظرية إلى حقيقة سارية المفعول؟ وبالتالي إلى أي حد يبدو كتابنا المدرسي هذا قادرا على الإسهام في إرساء معالم تفكير علمي عند ناشئتنا ؟
إنه الإشكال الذي حاولنا مقاربته بالدراسة والتحليل لحالة تربوية اشتغلنا خلالها على الكتاب المدرسي عبر مقتطف نص قرائي، طامحين من وراء دراستنا هاته إبراز بعض الصعوبات التي لا زال يواجهها منهاجنا المغربي في تقليص الهوة بين طموحه النظري، الذي يروم ترسيخ ثقافة علمية في صفوف مخرجات هذا المنهاج، وبين المقاومة التي قد يبديها واقع الممارسة البيداغوجية. ولعل هذه المقالة تحاول أن تلامس بعض جوانب تلك المقاومة وأسبابها.
في فقرة مقتطفة من نص قرائي تكميلي بعنوان «عقد من ورق» من كتاب مرشدي في اللغة العربية للسنة الثانية ابتدائي، وردت العبارات التالية:
«نأتي بمجموعة أوراق ملونة أو صور من مجلات قديمة. نقوم بتقطيع أشكال هندسية كالآتي:
مثلث قاعدته 1 سم وارتفاعه 4 سم.
مستطيل طوله 4 سم وعرضه 1 سم.
بعد حصولنا على أعداد كثيرة من هذه الأشكال، نبدأ في تلفيف القطع بواسطة مؤخرة عود الثقاب على أساس أن نلف شكل المثلث من جهة القاعدة، ونلصق الجزء الأخير للشكل في الأخير باللصاق لنحصل على هذا الشكل وهو عبارة عن عقيق».
يبين هذا النص القرائي مدى الطفرة النوعية التي حققها الكتاب المدرسي، مستجيبا لرؤية حديثة تربط المعرفة بمجال التطبيق والاشتغال اليدوي، حيث أن التلميذ، بعد استيعاب هذا النص، سيكون مطالبا بالاشتغال اليدوي عليه، محولا مضامينه إلى أشكال هندسية متجانسة يبني من خلالها معنى معينا وملموسا (عقد من ورق). كما نسجل كذلك، عبر سيرورة المعرفة والتطبيق هاته حضور نظرة إبستيمولوجية واعية في إدراك المعرفة ككل متناغم، وذلك عبر إزالة الحواجز بين مكوناتها، حيث يمد النص جسورا بين تعلمات مكون القراءة ومكتسبات مادة الرياضيات. ولعل في ذلك المد محاولة لتجاوز المشاكل الجوهرية التي ظلت المعرفة تعانيها من خلال الفصل بين مكوناتها، أو ما يسميه إدغار موران: التخصص المغلق، الذي يمنع رؤية الشمولي حيث يقوم التخصص بتجزيئه إلى قطع مفصولة عن بعضها البعض. غير أن كل تلك المحاسن التي نسجلها للنص لن تحجب عنا بعض المفارقات، التي لاحظناها عند دراستنا لهذه الحالة، بين الطريقة التي وردت بها بعض المفاهيم العلمية في هذا النص الموجه لتلاميذ السنة الثانية ابتدائي وبين التصور الإبستيمولوجي لبناء هذه المفاهيم.
في بناء المفاهيم العلمية
ورد في موسوعة «روزنتال» الفلسفية أنّ المفهوم هو شكل من أشكال انعكاس العالم في العقل، به يمكن معرفة الظواهر والعمليات وتعميم جوانبها وصفاتها الجوهرية، وهو نتاج معرفة متطورة تاريخيا، ترتفع من الأدنى إلى الأعلى..
نستخلص من خلال قراءتنا الإبستيمولوجية لهذا التعريف أن المفهوم، والمعرفة العلمية بشكل عامّ، يحكمهما منطقان اثنان:
المنطق الأول، دياكروني تاريخي: ذلك أنّ للمعرفة منبعَها وسيرورتها التاريخية، وهو المسار الإبستيمولوجيّ الذي ينبغي أخذه بعين الاعتبار أثناء تقديم أي معرفة للمتعلم. فالمفهوم تصورٌ للعالم، لكنه ليس بالجامد أو النهائيّ، بل هو متحول ومتغير من مستوى أقلّ تعقيداً إلى مستوى أكثر تعقيدا وتجريدا. بعبارة أخرى، فالمفهوم العلميّ هو انبناءٌ تاريخيّ وتكوين مُستمرّ وليس مجرّدَ معطى ميتافيزيقي ينزل مرة واحدة في ذهن المتعلم، بل هو موضوع يتدفق تدريجيا وبشكل يزداد اتساعا وعمقا وتكاملا في سيرورة ومسار حلزونيين..
المنطق الثاني سانكروني بنيوي: تفيد القراءة الإبستيمولوجية لتاريخ العلم، منذ نظرية المعرفة، مرورا بفلسفة العلم، وصولا إلى الإبستيمولوجيا المعاصرة، أنّ المفهوم هو انعكاس للعالم ولظواهره في العقل وتعميمٌ لها، بدءا بالملاحظة، ثم التجريب والتحقق، وهذا ما يُعرَف بالمنطق الصوري.
عبر هذين المنطقين تنتظم المفاهيم لدى الطفل بشكل علميّ عبر احترام تجربته الذاتية وتراكماته السابقة (المنطق التاريخي) ومن خلال قيامه بملاحظات ومناولات ملموسة لظاهرة معرفية معينة، ثم مناقشتها قصد التحقق منها بشكل يجعلها تثبت في ذهنه (المنطق الصّوري).
إذن، وفي ضوء هذا التحديد الإبستيمولوجي للمفهوم سنحاول، من خلال متن النصّ القرائيّ الذي بين أيدينا، أنْ نسائل مدى قدرة الكتاب المدرسيّ ومنهاجنا المغربي على بناء المفاهيم لدى تلامذتنا وفق المنطقين الإبستيمولوجيين سابقـَيْ الذكر. أيُّ مقاربة للمفاهيم العلمية يقدّمها الكتاب المدرسي؟
يتضح من خلال قراءتنا للنصّ القرائي (عقد من ورق) أن المطلوب من متعلم السنة الثانية من التعليم الابتدائي هو الإتيان بأوراق ملونة، ثم محاولة تقطيع أشكال هندسية كالآتي:
-مثلث قاعدته 1 سم وارتفاعه 4 سم.
-مستطيل طوله 4 سم وعرضه 1 سم.
ثم يقوم بتلفيف هذه القطع بواسطة مؤخرة عود الثقاب، على أساس لفّ شكل المثلث من جهة القاعدة.

خالد زروال
مفتش تربوي


  • المساء التربوي









آخر مواضيعي

0 alphabet-arabic.الحروف الهجائية العربية مع الأمثلة عبد المجيد أيت عبو
0 بسبب الإ**** و الحراراة أستاذة حامل تفارق الحياة في قلعة السراغنة
0 التقاعد الكامل والتقاعد النسبي
0 الصندوق المغربي للشغل"، هو "ثاني أكبر، مستثمر في بورصة
0 ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻳﺼﺪﺭ ﺻﻮﺗﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳ&#
0 الاستخفاف بعقول الناس وضد ما يسمى بالاصلاح
0 جمل التلاميذ في القسم
0 الامراض المزمنة التي تؤخد أدويتها مجانا من الصيدليات
0 انتقال 460 أستاذا وأستاذة عن طريق التبادل الآلي
0 تاريخ انعقاد اللجان الثنائية المركزية للبث في الترقية بالاختيار برسم سنة 2015

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

« مراكز الإنصات بالمؤسسات التعليمية | ظاهرة الغش في الوسط التربوي »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مخطط إنقاذ التعليم المغربي وسؤال التعبئة ahmida دفاتر الترقية والأجور والتعويضات 2 23-04-2016 22:07
مفتش التوجيه التربوي وسؤال الهوية المهنية التربوية دفاتر التفتيش والإشراف التربوي 0 20-04-2013 16:43
إشكالية المنهاج التربوي وسؤال الإصلاح مصطفى دفتر مشاكل وقضايا إصلاح التعليم بالمغرب 0 05-01-2013 11:27
المنهاج التربوي للتعليم الأولي مواطنة دفاتر التعليم الاولي و التربية غير النظامية 8 10-05-2009 16:41
مخطط إنقاذ التعليم المغربي وسؤال التعبئة ؟!! ahmida دفاتر الترقية والأجور والتعويضات 0 14-10-2008 06:16


الساعة الآن 03:42


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة