محمد : من أنت؟
أما أخبرتك ـ سيدتي ـ اسمي ،أصلي وموطني
سكنى الشمال والجنوب
وتجارة تعاطيتها بدل الحرف؟
أما بحت لك بشهقات يومي وليلي
وأوجاعي لصبية تنمو في حضن جدة
يتمها الدهر من أول زفرة المولد ؟
حين أتى الي ردك عن بساطة حياتك،
قلب وطن الشقاق ودم الطائفية ونفاق الأهلة
ازددت بك تعلقا وقلت : افديك بالنور الذي من عينيك غزا عيني
وبدأ بيننا لقاء ...
خلتك أرملة أغل الوجع جسدها بالعدم
أتتني لأرمي عليها رداء الحب ،وسخاء اليد
ألبسها حضني ،أدثرها بطيب أصالتي ،وأجدد في اعماقها الامل
فليس كل بلاد الله شقاق ونفاق، ورؤوس لا تينع الا لقطف
محمد : من أنت؟
أنا سيدتي وكما أخبرتك بلا نفاق يتمطى في القبيلة
ولا ضحكة لبوءة لحظة توثب لفريسة
أنا مغربي ، عربي ، بربري ، حصن القرآن وجودي
أنا نغمة وطن، تتمدد الأسماع، وتتدلى العيون لنسبي
أنا من تلعق الألسن بلا رياء خير الله في حضنه
محمد : ابعث لي صورك ، صور الوالد والوالدة
لست ارهابيا سيدتي ،ولا بالعصاب مريض
كل ما في الأمر أني عاشق عيون بالسحر دوختني
والسكرة مهما طالت ،على وسادة نوم تنجلي
فلي عزم من حديد سيدتي
قد يكون حبك أشعل البروق في جسدي
أو يكون هاروت وماروت نصباك قرينا في خلدي
أو عاكفو بابل بوؤوك علة في بدني
كلمة لا رحابة لها في رحاب الاسم من أزل
أو قد اكون واهما، في نفسي تدب روح من أمد
استنهضتها عيونك في لحظة توهم، قطرة من أمل
سافيق ـ سيدتي ـ رغم جمرك اللاهب في عروقي
فنبتة جلجاميش أعياها النزال، فاستقرت هنا في بلدي
الى أن أشفى منك فلك تحياتي
واني لك صادق الوعد والكلمة
أفديك وحق بريق عيونك بدمي ...