أعود بكم اخواني أخواتي الكرام الى سنة 2001 – والعود احمد – لما تنفسنا الصعداء لسماعنا بمشروع اصلاحي كبير أعطي أسبقية وطنية بعد الوحدة الترابية . كم فرحنا لان الشعارات كانت كثيرة و الحماس كان أكبر . قلنا في قرارة أنفسنا و أخيرا سيتطور تعليمنا و سيتحسن معه حالنا المغلوب على أمره... فجروا علينا فقاعات الكفايات و القيم وكل المفاهيم الاقتصادية كالتعبئة و الموارد و الجودة ...التي فرضتها العولمة أو الأمركة لتحل محل ما فرضته الحرب العالمية الثانية من مصطلحات عسكرية كالانطلاق والهدف و الدعم ... لكن هيهات وهيهات سرعان ما تلاشت الفقاعات في الهواء و تبخرت معها ألاحلام و الأماني قبل متم العشرية الوطنية -2001/2010-
لكن الخطير أن المغرب لم يعترف بفشله واستمر في التغني بميثاق التربية والتكوين و التغنج باصلاح التعليم حتى ظهر تقرير البنك الدولي حول التعليم بالعالم العربي الذي كذب هذا المكياج و عملية ذرالرماد في العيون حيث احتل المغرب المرتبة 126 من اصل 177 بلدا على صعيد التنمية البشرية والتعليم المدرسي و المرتبة الاخيرة بين دول المغرب العربي
وعندما افتضح الأمر لم يستقيل وزيرنا كما يفعل الوزراء الأقوياء في الدول الديموقراطية بل هاجم بلاده لأن الهجوم خير وسيلة للدفاع فقال وزير التربية احمد اخشيشين "إننا البلد الوحيد في العالم الذي لا يملك نظاما لتقييم التحصيل الدراسي".
ومن ناحية أخرى تمت مأسسة الحوار الاجتماعي بحيث أصبح يعقد مرتين في السنة – أبريل و شتنبر - تفاءلنا خيرا في البداية لكن أصبحت الخلافات و السجالات تلوح في الأفق ما بين الطرفين المتحاورين – النقابات الخمس الاكثر تمثيلية و الحكومة - بل في بعض الاحيان لم تبرح هذه النزاعات حتى داخل النقابة نفسها... و هكذا بين المد و الجزر يقف رجل التعليم و الاداري بعيدا امام التلفاز يترقب بشوق ولهفة الى ما ستؤول اليه هذه المعارك الطاحنة...التي لا تعدو ان تكون جعجعة بدون طحين ...
ولما انعدمت الثقة في هذه النقابات الخمس تأسست نقابات جديدة و هيئات و منسقيات وفق توجه معين ومطالب محددة كل واحدة اتخذت لنفسها استراتيجية معينة لانتزاع حقها المشروع من فم السبع-الحكومة-
وهكذا تمكنت منسقية الاساتذة الحاصلين على الشهادات العليا من تحقيق مطلبهم الرئيسي وهو تغيير الاطار الى أساتذة التعليم الثانوي التأهيلي و الحصول على السلم 11 الى حدود سنة 2007 في انتظار مرسوم وزاري يخول لمن تحصل على الشهادة العليا بعد هذا التاريخ الاستفادة من هذا الحق...
المطالب كثيرة ومتنوعة أهمها :- السماح بتغيير الاطار وفق الشروط المنصوص عليها في القطاعات الأخرى.
- الحق في خارج الاطار لكل موظفي وزارة التربية الوطنية.
- الرفع من نسبة الترقية بالاختيار و بالامتحان المهني.
- اشتراط 15 سنوات اقدمية عامة من بينها 6 سنوات في السلم 10 للترقي بالاختيار الى السلم 11.
- تسوية نهائية وعادلة لكل الملفات العالقة لازالة الغبن الذي لحق أصحابها.
- تعويض خاص لفائدة العاملين بالعالم القروي .
- تعويض خاص بالمديرين و الحراس العامين و النظار...
- السماح باجتياز مباراة التفتيش لكل الدرجات بدون استثناء.
الخ.................... اللائحة طويلة.
خلاصة القول :
تعليمنا يحتاج الى مصلحين حقيقيين وارادة كبيرة . يحتاج الى نهج مقاربة شمولية في الاصلاح تجعل من التلميذ و الأستاذ القلب النابض للعملية التعليمية التعلمية فلا وجود لقطب مركزي بل يجب الاهتمام بهما معا سواء من الناحية البيداغوجية و الديداكتيكية أو من الناحية المادية.