الرؤوس الزائدة - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



أدوات الموضوع

الصورة الرمزية بو كناش
بو كناش
:: دفاتري جديد ::
تاريخ التسجيل: 3 - 9 - 2008
السكن: Morocco
المشاركات: 65
معدل تقييم المستوى: 0
بو كناش في البداية
بو كناش غير متواجد حالياً
نشاط [ بو كناش ]
قوة السمعة:0
قديم 24-06-2009, 05:55 المشاركة 1   
مقال الرؤوس الزائدة

كتب عبد الله الدامون، الصحافي بجريدة المساء، في عدد 23 يونيو 2009، واصفا التلاعبات السياسية، أو التحالفات السياسية عقب انتخابات البلديات الأخيرة قائلا: "في الأيام الماضية، كانت الأخبار تشبه فيلما عبثيا (...) في الصباح، تكتب أن فلانا تحالف مع فلان. وبعد أن ترسل الخبر، تكتشف أن فلانا غضب وتشاجر مع فلان الذي تحالف معه قبل ساعات فقط. بعد ذلك، تسمع أن 10 مستشارين اشتراهم تاجر مخدرات وسلمهم إلى صديقه المرشح. وفي المساء، تكتشف أن منافسا له أعطى أكثر في هؤلاء الأكباش فوعدوه بـ«البعبعة» له. بعدها، تسمع أن فلانا وقع شيكا بـ500 مليون وأعطاه لفلان، ثم تسمع أن فلانا وقع شيكا بمليار سنتيم وأصبح هو المرشح الأوفر حظا." وعلّق صاحبنا الكاتب الصحافي على هذا المشهد ال*****ي بسخرية قائلا: "خلال هذه الانتخابات، تتغير الصداقات والعداوات بشكل مذهل. الأحداث تتسارع والتحالفات تصبح مثل سلسلة «طوم وجيري»، الكلب جاري على القط والقط تابعْ الفار والفار جاري على سرّاقْ الزيت وسراق الزيت عنْدو فرْدي. شي تابع شي وحتى واحد ما عارف آش كايْن"
من خلال هذا المقال الساخر يبدو الكاتب كأنه لا يفهم شيئا مما يحدث. والحقيقة أن الذي يستعصي على الفهم ليس هو هذا الواقع "السياسي"، ولكن عدم فهم هذا الواقع هو الذي الشيء الوحيد الذي يستعصي على الفهم.
لكي تفهم الواقع "السياسي" المغربي عليك أن تكون مغربيا. يبدو أن أخانا الصحافي المغربي، كان يغطي الانتخابات المغربية بنفسية وعقلية الصحافي الأوربي. لذلك لم يفهم كيف أن "السياسيين" المغاربة يغيرون ولاءاتهم بسرعة مذهلة. فيتخذون قرارا في الصباح ثم يغيرونه في الظهيرة ليتخذوا قرارا ثانيا عند العصر وثالثا قبل أذان المغرب... وقبل أن يخلد "السياسيون" .. "المحنكون جدا" إلى النوم (وأنتم تعلمون ماذا أعني بـ"المُحنَّكين") يكونون يفكرون في جدوى القرار المئة وكيف سيغيرونه في الصباح... وهكذا دواليك...
لكي تفهم هذه الظاهرة "السياسية" (المغربية بامتياز) عليك أن تكون على علم بالمثل المغربي الشهير الذي يقول: "الرّاس اللي ما يدور كُدْية"، أي أن الرأس الذي لا يتخذ عشرة قرارات في الجزء من الثانية ثم لا يغيرها في ظرف أقل من ذلك، هو في نظر الإنسان المغربي ليس برأس، وإنما شيء أشدُّ صلابة من الصخر... إنه مثل الكدية والعياذ بالله.
لا تكاد تجد شخصا فوق الأرض يقول لك: " قال لي واحد الراس نمشي للحمام، وواحد الراس آخر قال لي نمشي للفَرّان... والله ما عرفت فين نعطي الراس" إلا إذا كان مغربيا. و الواقع أن مثل هذا الكلام لا يمكنك حتى أن تترجمه إلى لغة أخرى غير عربية المغرب. يعني أن الإنسان المغربي هو الوحيد القادر على أن يتخذ قرارا أولا .. ثم يُتبعه بقرار ثان .. وفي النهاية يُنفّذ قرارا لم تخذه. ولا أحد يستطيع أن يقوم بذلك إلا الإنسان المغربي.
"سياسيونا المحنكون جدا" ليسوا وحدهم من يُكثرون من اتخاذ القرارات "السياسية"، بل حتى عامة الشعب، أو الناخبون، يفعلون ذلك. فالرجل قد يأتيه المرشح ويُقنعه أنه هو خير من يُمثله، فيقتنع بكلامه ويعِدُه أنه سيصوت له ويُقسم له على ذلك بأغلظ الأيمان، والمصيبة أنه قد يكون صادقا حينها في وعده وقسَمه. لكن بعد أن يمشي خطوة ونصف يلتقي في الطريق بالمرشح الثاني الذي يقول له نفس الكلام فيردُّ عليه بنفس الرد، وفي النهاية يصوت لمرشح ثالث.
إن ظاهرة اختطاف الفائزين في انتخابات البلديات بعد إعلان النتائج إلى حين يوم الاقتراع لانتخاب رؤساء المجالس لظاهرة لها ما يبرّرها. فالذين يطمعون في الفوز بالرئاسة يعلمون أنهم لا يمكنهم أن يثقوا حتى في زملائهم في أحزابهم إذا بقوا طلقاء يمشون بين الناس. لأنهم يعلمون أن رؤوسهم تدور بسرعة لا يمكن التحكم فيها إلا بعزلهم في فيلات أو مزرعات خارج التغطية، وإلا فإنهم سيكونون يوم الاقتراع على موعد مع "العض في التراب".
في أمريكا مثلا كان العالم كله يعرف أن باراك أوباما، المرشح الديمقراطي، هو الأوفر حظا للفوز بالرئاسة، لأن استطلاعات الرأي أكّدت أنه يتفوق على منافسه الجمهوري جون ماكين بفارق كبير. وذلك ما حدث بالفعل. ولكن لو جاءت نفس المؤسسات ونفس الأكاديميين المتخصصين ليستطلعوا الرأي المغربي ثم أبقاهم الله أحياء حتى يقارنوا توقعاتهم بنتائج الانتخابات لخرجوا جميعا إلى الطرقات حُفاة عُراة مجانين يتلاعب بهم الصبيان.. كم مرة رأيت بأم عيني سيارة في الطريق تعطي الإشارة "أي السينيال" إلى أنها ستدور شمالا فإذا بها تدور يمينا. لأن سائقها قال له رأسه الآخر أن يُغيِّر قراره في اللحظة ما قبل الأخيرة. وكم من سيارة انقلبت في المنعرج لأن سائقها له أكثر من رأس، رأس يحفظ قانون السير عن ظهر قلب يقول له إن التجاوز في المنعرج ممنوع وخطير، ورأس ثان أغلظ من الأول يقول له: " ما فيها باس.. غير هاد المرة وما باقيش تعاود". وفعلا (ما كيبقاش يعاود) لأنه يغادرنا إلى دار البقاء على إثر حادثة مفجعة. وكم من مغربي أحبّ امرأة .. وعاشر ثانية... ولكن في النهاية قال له أحد رؤوسه أن يتزوج بثالثة ... فتزوج برابعة.
لو كنت رساما كاريكاتوريا لضربت مثلا للشعب المغربي كمثل تنّين له رؤوس كثيرة، كل رأس يُوَلّي وجهه شطر وجهة مخالفة للرؤوس الأخرى، ولزيّنتُ رأسه الأوسط بتاج على شكل أخطبوط، له أياد طويـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلة مثل ليالي الشتاء، وأذرع كثيرة، عددها بعدد رؤوس التنين. كلها تمتد إلى جيوب التنين لتختلس ماله، وتمتدّ إلى صحنٍ أمامه لتختلس طعامه، تماما كما تفعل نخبتنا السياسية، المستفيد الوحيد من كثرة رؤوسنا .. الفارغة مع الأسف الشديد.
هناك أناس كثيرون مشكلتهم أنهم مترددون، لا يتخذون قرارا. وهناك أناس آخرون مترددون يتخذون قرارات كثيرة. ومشكلة هؤلاء وهؤلاء أنهم يخافون من الندم، ولكن في النهاية تجدهم جميعا نادمين ... وهذا هو حال الأمة المغربية. نحن مملكة نادمة بامتياز.
وهناك أناس قُطعت رؤوسهم لكي يموتوا... وهناك أناس عليهم أن تُقطَع بعض رؤوسهم لكي يعيشوا.
كنا نسمع أن فلانا ذهب إلى المستشفى ليُجريَ عملية جراحية لاستئصال الزائدة الدودية، التي نُسمّيها في المغرب بـ"المصرانة الزايدة". ربما سيأتي اليوم الذي نستأصل فيه "الراس الزايد" لكي نعيش بسلام.
والله أعلم









سأعيش رغم الداء و الأعـــــــــداء *** كالنسر فوق القمة الشمــــاء

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ
آخر مواضيعي

0 المذكرة الوزارية التي تسمح بمرافقة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة داخل الفصل
0 الشمس تغرب كي تشرق من جديد.
0 The Black Pleasure
0 فيديو: لا تفعل مثل هذا الأحمق
0 الرؤوس الزائدة
0 The Sun Sets to Rise Anew
0 إن من الشعر لحمقا
0 مقارنات مثيرة .. بين أهل المغرب وأهل فلسطين
0 ن والقلم وما يسطرون
0 Learner_Autonomy_Scott_Thornbury. PDF


التعديل الأخير تم بواسطة بو كناش ; 24-06-2009 الساعة 05:57 سبب آخر: حجم الخط
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الرؤوس, الشاوية

« ألا يكفي نصف الجسد؟.. | les élections communales »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إزالة الرؤوس السوداء بالصور sanabil2008 الأناقة و الجمال 6 30-06-2009 08:42
تفسير بعض الرموز ببيان الالتزام محمد شيكر سؤال وجواب , دفتر الاستفسارات العامة 12 12-04-2009 22:44
طلب جداول الرموز الخاصة بالإحصاء nabilo80 مكتب المدير 10 13-02-2009 13:39
اكتشفوا الرموز السرية لهواتفكم شبيب دفاتر تبادل الخبرات التقنية 9 23-01-2009 19:06
ارجو مساعدتي لفهم هده الرموز Numidia الأرشيف 4 27-10-2008 00:43


الساعة الآن 18:10


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة