الدارجة في التدريس إلى أين ؟
صحيفة الأستاذ | الثلاثاء 26 نوفمبر 2013
الدارجة في التدريس إلى أين ؟
بقلم: رشيد بصدو
الكثير من المغاربة اليوم يناقشون قضية التعليم انطلاقا من الخطاب الملكي الأخير الذي شخص الإختلالات ووضع اليد على مكامن الضعف الذي يعتري منظومتنا التعليمية .هذا الوضع تم التطرق له منذ أيام الراحل المستشار محمد مزيان بلفقيه،الرجل الذي خبر خبايا التعليم المغربي ،مما عجل بوضع برنامج استعجالي كان مآله الفشل نظرا لتسلل ناهبي المال العام إليه دون مراعاة توصيات اللجن الساهرة على تطبيقه.لن يقف الأمر عند هذا الحد بل تسللوا أيضا لمؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية لنساء و رجال التعليم .والتي رفض مديرها آنذاك لجان الإفتحاص،كما أن الوزير الوفا في عهده رفض زيارتها لسبب نعرفه جميعا. هذا حال تعليمنا …
بالأمس القريب خرج علينا منظرو الندوة الفكرية التي يتزعمها نور الدين عيوش – رئيس مِؤسسة زاكورة للتربية – من أجل اعتماد الدارجة كلغة للتدريس. بالله عليكم بدلا أن نطالب بتدريس أبنائنا لغة الضاد،لغة القرآن،ونعلمهم لغات العلم كالإنجليزية لكي يصبحوا فاعلين في مجتمعهم ( مهندسين،مصنعي أدوية،خبراء في المعلوميات،باحثين في المجال العلمي …) نقترح عليهم الدارجة في التدريس أسوة بتعريب التعليم كما وقع في الماضي ،ولازلنا نؤدي الثمن غاليا نحن أبناء الفقراء و ذوي الدخل المحدود .أما المنظرون و المروجون لهذه الفكرة فأبناؤهم يدرسون اللغات الحية،ويواصلون تعليمهم بأوروبا و أمريكا و يسيرون الشركات الكبرى و الأبناك الدولية والمؤسسات المالية الضخمة.في حين نجد المعربين اليوم حاصلين على شهادات عليا،دكتوراه،ماسترأوإجازة،لكن مع الأسف يصطفون في طابور أمام البرلمان بدون عمل.
أقول للذين يتشدقون بتوصيات من أجل تفعيل الدارجة في التعليم المغربي،كفانا من خطاباتكم… فنحن لا نريد تعليما طبقيا،بل نريد تعليما متوازنا و منصفا يخدم مصلحة أبناء هذا الوطن الحبيب.