لكي يحافظ المغاربة على بقائهم و يضمنوا استمرارهم في الحياة في ظل تسونامي الأسعار أقترح عليهم أن يبحثوا عن سبل ليصيروا بوكمونات و يتطوروا و يتأقلموا كلما استدعت ذلك الظروف ... خصوصا مع الارتفاع الصاروخي للأسعار و السكتة القلبية التي تعرفها الوظيفة العمومية و الأجور!
و لا بأس هنا أن نذكر الحكومة و هي التي تعلم خبايانا، أنه بالمغرب يوجد فقر كاف لكي لا يستطيع المواطن العادي أن يشتري المواد الأساسية لبقائه و لو بنصف ثمنها اللهم إذا ما زاد السعر بضعة دراهم معدودة أو عشرة دراهم معدودة أو أكثر ...
و لا بأس كذلك أن نذكر الحكومة و هي التي تعلم جيدا ملفات التشغيل و خبرتها جيدا أن البطالة موجودة بنسب كبيرة بالبلاد و أن الحكومة لحد الآن لم تخلق فرص شغل كما و عدت ... و إذا نسيت فهذا تذكير!
لا يخفى عليكم معالي الوزراء أن المشاكل الاجتماعية بلغت أعنان السماء كما الأسعار اليوم. و لابد أنكم منشغلون بما هو أهم : مراجعة تعويضاتكم و تنقلاتكم و تجارتكم و فلاحتكم و عقاراتكم ...أنتم تكدسون الثروات و المواطن تكدس على ظهره المقسوم الفواتير و الضرائب و الأسعار، و أنتم ترمون ما شاط من وجباتكم ليتغذى المقهورون و يقتاتوا على فضلاتكم. حتى أن وضع المغرب صار يشبه أوربا ! لكن في عصور الظلام و الإقطاعية و ليس الآن ...
و سنذكر الحكومة بأن المغرب بلد فلاحي بالأساس بمعنى أن المواد الغذائية الأساسية ينبغي أن تكون متوفرة فيه و بأسعار رخيصة فيا للعجب !! و إذا لم تخني الذاكرة ففي البلاد ما يسمى بصندوق المقاصة، لغرض الحفاظ على توازن السوق الداخلي، اللهم إذا كان المقصود بهذا السوق غير السوق الذي يلجأ إليه المواطن يوميا ليتكبد ويلات مواده.
الزيت، الدقيق، الحليب، الغاز ... تمتطي الدرج الآلي صاعدة سطح ناطحات السحاب بينما آلاف المغاربة ملقون في الشوارع ، يتوسدون العتبات و يسألون الناس بعض الريالات ... و آخرون ممدون في المستشفيات لا يجدون حبة أسبرين تسهل عليهم انتظار الموت بهدوء بعد ملل من انتظار طبيب أو ممرض عمومي ...
ما الذي نريده لهذا المغربي أكثر من أن يهيم على وجهه ليأكل من خشاش الأرض و حشائشها التي لم تسيج بعد لتدخل في ملك خاص لأحد من اختارهم للنيابة عنه و الدفاع عن حقوقه !
و تتساءل الحكومة عن الانحراف و الإجرام و الرشوة و التهريب ...
فكيف نفهم المخططات التنموية للحكومة إذا لم نقرأها كنصوص مسرح عبثي لكن مع بعض الاختلاف لأن العبث صار بالمواطن و بمصيره أما الممثلون (ممثلو الشعب ) فهم ملتصقون بمقاعدهم المريحة يتفرجون لسنوات طوال على محن هذا الشعب المقهور و جراحه العميقة.
و السعر إذا غلا و ارتفع و صارت الخبزة الواحدة بعشرين درهما، و صار نصف لتر حليب بخمسين درهما ما تضرر الوزير و ما بكى !!!
و على الفقراء – أمثالي – أن يصدقوا ما قاله داروين ذلك الشخص الذي علمونا كراهيته في المدارس و جعلونا نحبه في الواقع و السياسة و نؤمن به:
على الناس الفقراء أن يتطوروا باتجاه أسلافهم من الحيوانات بعدما تطوروا عنها كما رأى داروين. عليهم أن يصبحوا بشرا آكلي العشب و الحشائش و أوراق الشجر و الحشرات، و انتظروا أن يسمح لكم أصحاب البساتين و الحدائق و الضيعات أن تقتاتوا ...
أيها المغاربة عدلوا أجهزتكم الهضمية حسب الكيف الذي يفرضه عليكم الواقع بذل انتظار معالي الوزراء ليتدخلوا، أما الكم فمنذ الولادة نجده معدلا و محددا...
جريدة الخط الأحمر