" مدرسة النجاح " وتحقيق الجودة المطلوبة ....
أحمد ونناش
لإنقاذ ماء الوجه ،حسب القائمين على الشأن التربوي ،دعت وزارة التربية الوطنية سنة 2009 إلى مخطط استعجالي إصلاحي ،ليمتد إلى سنة 2012 ،وذلك راجع إلى تقارير لا تشرف المسار التعليمي، الذي اعتمدت عليه الأمم للرقي بأبنائها ،سواء تلك التي جاءتنا من المجلس الأعلى للتعليم ،أو من البنك الدولي المتعلق بالتنمية ،صنف فيها المغرب في المراتب الأخيرة ،وأقل حالا من الدول الأكثر فقرا ..
لهذا اتخذت الدولة عدة تدابير لإصلاح السلوكات الغير المرغوب فيها ،وفي أقصى سرعتها ،مستمدة مقوماته من الميثاق الوطني للتربية والتكوين ،واتخذت اسم "مدرسة النجاح " معتمدة في ذلك على مستلزمات ،المثابرة ،وتقويم النتائج ،والجد في العمل ، مصاحبة بعدة مادية ضخمة ومعنوية لإنجاحها ،بدايته الانفتاح على محيطها من ثقافيا وسياسيا .. بغية الوصول إلى الجودة المطلوبة ،والإنتاج المثمر الذي تتحقق فيه الذات الفردية ،وتصقل فيها المواهب ،وتتميز بالتجديد والإبداع ،والمشاركة الفعالة وفق مجموعة من الأنشطة التي تتلاءم مستويات التلاميذ بمافيها الجامعية .متسلحة ببيداغوجيات تواكب التطورات التي يشهدها الحقل التربوي العالمي .ينخرط في ذلك جميع مكونات المجتمع،للمشاركة في هذا المشروع لتحقيق الجودة المطلوبة خدمة للمواطن والوطن...
فبرجوعنا إلى المذكرة الوزارية رقم 73 التي ترتكز على مجموعة من الأهداف والغايات ،التي تستحضر كافة الوسائل الضرورية للرفع من جودتها ،وفي ميزانيتها أموالا لم تعهدها من قبل .من أجل بلورة مشاريع المؤسسة ،التي لم تستطع هذه الأخيرة ، إخراجها إلى حيز تنفيذ الخطط التي رسمتها وتفعيلها ،نظرا للمساطر المعقدة كما يراها المنخرطون في جمعية " مدرسة النجاح "بالرغم من كونها تعتمد على الحكامة الجيدة ،التي ترتكز على حسن التدبير ..
أمام هذا التخبط في التسيير ،الذي تستفيد منه جهات أخرى ،والتي تفتح عروضها الخيالية أمام الجميع ،مقابل صويرات معلقة على الجدران والتي لا يعرف التلميذ أحيانا محتواها ،إضافة إلى سبورات تفاعلية ،التي تبقى مجرد ديكور ،لعدم استحسانها من طرف التلاميذ الذين يبذلون مجهودات لرؤية الحروف التي تكتب بأقلام،تكلف الأستاذ ميزانية لشرائها ،بحيث لن يدوم مدادها أكثر من يومين ...
كل هذه المستلزمات البسيطة التي تنخر ميزانية المؤسسة ،تستفيد منها المكتبات من خلال الصفقات التي تقسم بالتساوي بينها ..تلك المستلزمات البسيطة المخصصة لمشروع ضخم ينتظر منه تخليق الحياة المدرسية ،وتطبيق الطرق والبيداغوجيات الفعالة،ومواكبة المستجدات على الاحة التعليمية ،تبقى رهينة بتسيير المدير وإشرافه على هذه المشاريع التي تنتظر بدورها المصادقة عليهامن طرف الجهات العليا ،تحت غياب تام لدور المجالس التعليمية التي تبقى فقط كأداة استشارية وغير ملزمة بهذه المشاريع مادامت الكفة ترجح جهة المدراء ...
فعن أي جودة نتحدث؟
في غياب الشركاء الفاعلين ،وغياب تصور علمي واضح للهدف الذي نريد تحقيقه ،وبالتالي توفير وسائل النجاح ،وبدون مراجعة شاملة للبرامج والمناهج الدراسية ،والقضاء على أكبر معيق للجودة لإنجاح العملية التعليمية التعلمية ،المتمثل في الإكتظاظ ، وتطبيق بيداغوجيا حديثة ،كما هو حالنا مع" كزافييى " وبيداغوجيا إدماجه للموارد ،لايمكن أن نتحدث عن الجودة ...
فعندما رفعت " مدرسة النجاح " شعار لا للرسوب ،وضعت أمامنا مشكلا جديدا ،ينجح فيها التلميذ دون التحكم في المواد الدراسية،يبقى غير مساير للمستويات القادمة مادام القطار فاته...
..
فرغم المجهودات التي تقوم بها جمعية مدرسة النجاح ،للوصول إلى الجودة المطلوبة ،إلا أنها مازالت تواجه إكراهات ،كنقص التجهيزات الضرورية الحديثة_ وليس الترقيعات _تتناسب مع الاكتظاظ ،وارتفاع نسبة الهدرالمدرسي ،وتدني مستوى التلاميذ تغيب معه المنافسة القوية ،نظرا للفروقات الفردية الشاسعة ،تبقى اللغات أمرا مستعصيا لديهم ،وتحديد آفاق العمل ،وخلق تحفيزات أمام التلاميذ والأساتذة ،وتحسن وضعية رجل التعليم ،باعتباره الركيزة الأساسية لإنجاح أي مشروع تربوي ،باعتباره القريب من العملية التعليمية التعلمية ،والحد من معاناته اليومية في عمله ،لاسترجاع للتعليم كرامته .. كما يجب مواجهة الامتحانات بصرامة للحد من ظاهرة الغش في الفصول الدراسية ، وفي الامتحانات الإشهادية ،أخذا بمبدأ تكافؤ الفرص ،والاعتماد على الكفاءات المغربية التي مازالت تتسكع في شوارع مدننا،وإشراكها في اتخاذ القرار كي يستفيد أبناؤنا من خبرتها ...
وفي اعتقادي ،فنجاح "مدرسة النجاح " عليها إعادة النظر في الشعار الذي رفعته المتمثل في النجاح للجميع ،أن يكون بالنقيض ،الرسوب أولا..
فمن لم يعثر لا يمكن أن يركب ،والرجوع إلى الوراء خطوة ،من أجل خطوتين إلى الأمام ،تحقيقا للجودة المطلوبة ،والإنتاج المنشود،والحد من ظاهرة الإكتظاظ ،وتوفير كفاءات ،التي تنتظر ÷إعطاءها الفرصة لتفجير طاقتها ...؟