المقاربات و التيارات السوسيوتربوية
1-المقاربة الوظيفية:
تنظر الى المجتمع باعتباره نسقا اجتماعيا واحدا، كل عنصر فيه يِؤدي وظيفة محددة للحفاظ على اتزان النسق واستقراره و توازن المجتمع واستمراره ومعالجة الخلل دون المساس بالنظام الاجتماعي القائم.
تصنف الوظيفية ضمن الاتجاهات الايديولوجية المحافظة. تحت تأثيرها ، تم الاهتمام بدراسة العلاقة المتبادلة بين المجتمع كبناء و التربية كنظام و المدرسة كمؤسسة اجتماعية ترتبط بالمؤسسات الاجتماعية الأخرى و تتفاعل معها في تحديد وظائفها و تحقيق اهدافها.
وعليه تم التركيز على العلاقة بين المجتمع و التربية والتعليم و الاقتصاد من اجل تكييف عناصر النظام الاجتماعي حتى يستمرفي البقاء و العمل في انتظام.
انطلاقا من هذه المقاربة تم الاهتمام بمعالجة الخلل في النظام التعليمي من خلال التركيز عتى دراسة نظام التعليم ذاته او في علاقته بالنظم الفرعية الأخرى في المجتمع دون ان تشير الى الخلل القائم في النظام الاجتماعي العام.
2- المقاربة التقليدية(الراديكالية والصراعية)
عملت على نقد الواقع والمعارف الاجتماعية القائمة من اجل محاربة الاستلاب الايديولوجي و المعرفي.
صنفت هذه المقاربة النقدية في فئة المقاربات الصراعية التي تعتقد بأن المدرسة لاتنتقي من هو اكثر قدرة و انتاجية و ذكاء، وانما من هو اكثر مطابقة و مسايرة لتمثلات و توقعات الفئة التي تملك سلطة و ضبط النظام التعليمي للمحافظة على امتيازاتها و سلتطها داخل المجتمع.فالمدرسة تستعمل اذن كأداة للصراع الطبقي و السياسي و الاجتماعي.
وقد تم توجيه الاهتمام الى أن المعرفة التي تقدم للمتعلمين بالمدارس اما ان تكون معرفة تبريرية تسعى للدفاع عن مصالح معينة او معرفة تحريرية تكشف الأوضاع الفاسدة و الأفكار الزائفة و تحرير الانسان من القهر التربوي و السياسي.
3- المقاربات ذات النموذج المفسر:
اهتمت فقط بدراسة المنظومة التربوية من الخارج من خلال دراسة التاثيرات المدرسية التعليمية معتمدين على ترسانة من الاجراءات الاحصائية و الوصفية الاستدلالية محاولين تبيان محدودية علاقة المدرسة بالحراك الاجتماعي.
ينطلق "بودون" من مبدأ مفاده ان مشكلة الحراك الاجتماعي او عدم تكافؤ الفرص هي نتيجة لمجموعة من المحددات التي لايمكن تصورها منعزلة بعضها عن بعض. و انطلاقا من معطيات احصاية حاول "بودون" تقديم نموذج نسقي تفسيري لمسارات التمدرس و التراتبية الاجتماعية في المجتمع اللبرالي انطلاقا من متغيرات المنشأ العائلي و مستوى الدراسة و الوضع الاجتماعي.ففي مجتمع تراتبي يستعمل نظاما متنوعا و هرميا من الكفاءات، فان الدمقرطة تعرف بالضرورة حدودا لايمكن تجاوزها، عدم تكافؤ الفرص ينجم بالضرورة عن التقاء نسقين: نسق المواقع الاجتماعية و نسق المسارات الدراسية، حيث نظام اجتماعي تراتبي ونظام تربوي هرمي لايمكن الا ان ينتج عنهما عدم تكافؤ الفرص.
4- المقاربة التفاعلية الرمزية:
ان اصحاب هذه النظرية يبدؤون بدراستهم للنظام التعليمي من الفصل( مكان حدوث الفعل الاجتماعي).فالعلاقة في الفصل الدراسي بين التلاميذ والمعلم هي علاقة حاسمة.اذ يمكن التفاوض حول الحقيقة داخل الصف.اذ يدرك التلاميذ حقيقة كونهم ماهرين او اغبياء او كسالى. وفي ضوء هذه المقولة يتفاعل التلاميذ و المدرسون بعضهم مع بعض حيث يحققون في النهاية نجاحا او فشلا تعليميا.من ممثلي هذه النظرية: هربرت بلومر الذي يرى ان التفاعل الرمزي هو السمة المميزة للتفاعل البشري وان تلك السمة تنطوي على ترجمة رموز واحداث الأفراد و افعالهم المتبادلة. وقد اوجز نظريته في:
**ان البشر يتصرفون حيال الأشياء على اساس ما تعنيه تلك الاشياء بالنسبة اليهم.
**هذه المعاني هي نتاج لتفاعل الاجتماعي الانساني.
**هذه المعاني تحور و تعدل ويتم تداولها عبر عمليات تأويل يستخدمها كل فرد في تعامله مع الاشارات التي يواجهها.
5- المقاربة السوسيو بنائية: هي مقاربة بنائية تفاعلية اجتماعية تنطلق من ثلاثة ابعاد:
ا- البعد البنائي لسيرورة تملك المعارف و بنائها من قبل الذات العارفة.
ب- البعد التفاعلي لهذه السيرورة نفسها.
ج- البعد الاجتماعي للمعارف و التعلمات حيث تتم في السياق المدرسي و تتعلق بمعارف مرموزة من قبل جماعة اجتماعية معينة.
اتمنى ان تروقكم هذه المساهمة.