جمعية تنتقد غياب الخدمات الصحية بالمدارس
هسبريس ـ عبد المغيث جبران
الثلاثاء 25 فبراير 2014 - 08:01
أعادت وفاة التلميذ محمد علي الزوكاني، قبل أيام قليلة، أثناء حصة التربية البدنية بثانوية زينب النفزاوية بطنجة، قضية توفير التجهيزات الصحية اللازمة، وتقديم الإسعافات الطبية الأولية للتلاميذ، إلى الواجهة من جديد، باعتبار أن الوفاة كانت مؤشرا على غياب فادح لمثل تلك التدخلات في العديد من المؤسسات التعليمية بالمغرب.
ومهما تعددت الروايات التي تفسر أسباب وفاة هذا التلميذ يوم الأربعاء الفائت، فإن المؤكد أن ذلك الحادث المؤسف والمؤلم، والذي لم تلتفت إليه الكثير من الجهات المعنية، يعد مؤشرا على غياب التدابير الوقائية وأبسط وسائل الإسعاف الضرورية بالمدارس المغربية لضمان السلامة الصحية للمتعلمين.
الجمعية المغربية لحقوق التلميذ دعت بالمناسبة "الجهات الرسمية المسؤولة على القطاع إلى تحمل مسؤوليتها في توفير الخدمات والتجهيزات والفضاءات والظروف الصحية الجيدة للتلاميذ، حفاظا على سلامتهم الصحية"، مطالبة الوزارة "بتمكين التلاميذ من التغطية الصحية، وتسهيل علاجهم مجانا في جميع المستشفيات، وتوفير مرفق صحي داخل المؤسسات التعليمية".
واعتبرت الجمعية، في بلاغ توصلت به هسبريس، أن "الحادث المؤسف كشف عن غياب الخدمات الصحية والإسعافية داخل مدارسنا العمومية، فضلا عن غياب تتبع الحالات التي تتطلب عناية خاصة"، مشيرة إلى أنه إذا كان إهمال الصحة الجسدية هو السمة البارزة في المدارس، فإن الحالات المرضية النفسية غير مطروحة في اهتمامات الوزارة".
وسجلت الجمعية ذاتها "غياب الفحص الطبي العام والدوري للتلاميذ، رغم وجود الدفاتر الصحية التي تظل غالبا في رفوف الإدارات، لتتعرف الأطر التربوية على بعض الحالات التي تحتاج إلى الاحتياط اللازم، مثلا مرض القلب، السكري، الانطواء، وغيرها من الأمراض الجسدية والنفسية.
وانتقد المصدر عينه "غياب الخدمات الصحية من فحوصات مستمرة أو فصلية وتقديم العلاجات الوقائية، بالرغم من وجود مصالح مختصة تستنزف المال العام على خدمات لا تقدمها" وفق تعبير الجمعية التي أشارت إلى ما اعتبرته "غياب المراقبة الصحية الدورية للفضاء المدرسي".
ولفت البلاغ ذاته إلى "عدم توفير الشروط الصحية في بعض الأقسام والمرافق الصحية، من قبيل البناء المفكك، وتقادم البنايات، ونوافذ مكسرة، وانتشار الأزبال والروائح، وغياب النظافة، وفقد الماء، علاوة على مشاكل التدفئة في فصل الشتاء في المناطق الباردة، حيث إن بعض المدارس تستعمل مواد تدفئة مضرة بالصحة".
وسجلت الجمعية "غياب الخدمات الإسعافية الأولية والتربية عليها داخل المؤسسات التربوية، وغياب المصحات المدرسية بالقطاع العمومي، وعدم تجهيز المدارس بالصيدليات المدرسية، واستمرار بعض الظروف البيداغوجية السلبية التي تؤثر على صحة التلاميذ، مثل ثقل المحفظة، والزمن المدرسي المرهق، وكثرة المواد، والاكتظاظ..