السيد وزير التربية والتعليم: من باب الجرأة أقول أن كلامكم أجوفا وتصوركم ليس ثوريا

[بوجمع خرج]

السيد الوزير:
مع كل احترام لشخصكم اسمحوا لي أن أكون بالجرأة التي تحدثتم عنها في جولتكم عبر المجالس الإدارية للأكاديميات...
أولا عن الجولة:
ألا ترون على أن ديونتولوجيات الدستور تستوجب منكم فتح أبواب دورات المجالس الإدارية للصحافة بدل الاكتفاء بتكليف مدراء الأكاديميات للإخبار بما تفرضه عليهم مسؤوليتهم, ولعلمكم إن حضور الصحافي يساعد على كشف الحقيقة التي قد تتوالد من خلال تعليق أو احتجاج أو تغييب فرفاء لأسباب ما... والصحافة أيضا كسلطة رابعة وأمانتها الخبرية لها أيضا تحاليلها وانتقاداتها وكشف الخبايا.
ألا ترونها من أهم أدوات الإصلاح وانتم تتحدثون عن المجتمع والمدرسة؟
ثانيا عن الآباء والمجتمع : أرفض أن تقحمون الآباء والمجتمع في فشل التعليم لأن هذا يتستر عن حقيقة فشل المقاربات السياسية والاقتصادية والأمنية والتنموية التي تتحمل مسؤوليتها الدولة ومؤسساتها في الحكامة...
فالآباء لم يحتالوا لا على بيداغوجيا الأهداف ولا على الكفايات ولا على الإدماج
الآباء لم يبضعوا التعليم خدمة للتجارة والسوق...
الآباء لم يوصوا بالمقاربة الأمنية التي لها تاريخ دموي في حق الأستاذ وإن صحيح ليس سوى جهازا تنفيذيا ولكن ورائه حكامة بمسئوليها الكبار.
فهل تعلمون أم نسيتم أن المغرب من الدول التي مدارسها هي المطالبة بتغيير المجتمع؟
ثالثا عن الحلول:
تقولون : "وأن نحدد إلى أين نسير وما هي الاختيارات البيداغوجية والمناهج ونوعية التقويم وتأطير الأساتذة الذي نريده "
أتحداكم السيد الوزير أن تكذبوا أني لم أقف للمديرية المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين ببدائل وحلول ... منذ 2007 خلال إعداد العدة التكوينية. وقد قاطعت العمل مع المجموعة المعنية متخليا عن امتيازات حتى لا أتحمل مسؤولية الفشل الذي وقعت فيه ومعها مملكة بكاملها وفقط لأني أمنت أن هناك معلما واحدا un repère تدرج به رياضياتيا محاور ومتجهات الإصلاح.
وكذلك الشيء نفسه فعلته بالنسبة للعدة الثانية كما أني لم أهتم بتكوين المدرسين في عدة "الإدماج" التي ليست سوى "عجاج التعالم المنمط ". واسمحوا لي إذ أقول على أن المسئولين بالمركزية قذفوني كم مرة ولا أقولها من باب الشكاية لأنهم عرفوا أني أخطر من ما اعتقدوه في تواضعي.
بل حتى مركز الأبحاث راسلته (مع كل احترام وحسن تقدير للسيد اليوسفي الذي يعلم عني).
ولا تستغربوا إذ أقول لكم أن الصحف والجرائد الورقية والإلكترونية تعلم أني راسلت السادة وزراء التعليم اللذان سبقاكم والمجلس الأعلى للتعليم ...
فأما أن نحدد إلى أين نسير فهذه أزمة نظام بكامله يا سيادة الوزير وليست المنظومة التعليمية فيه سوى تنفيذية تفاعليا مهما أبدعت في تنفيذها وطبعا أنها أساس الدولة ولكم في أول كلمة قدسية " اقرأ" أنها ليست من جمالية التعبير أو للتاجرة سواء ورقيا أو إلكترونيا .
السيد الوزير, إن المشكلة ليست في مستوى التلاميذ كما تقولون لأنه نتيجة. إنها في عمليات الإنتاج وأدواته ووسائله وخصوصا سيولة المادة التي تدرس.
وعن هذه أسألكم وأنتم بارعون في الكومبيوتر والفضاء:
ما السبب في كوننا غير منافسين في المجال الكومبيوتري ؟
فأما عن الجواب فأنا لدي كلمة واحدة للإجابة ديداكتيكيا مرفقة بثلاثة حروف بالفرنسية من لغة الكومبيوتر.
أنا أسألكم عن الفضاء لماذا يتفادى أساتذة الرياضيات الهندسة في الفضاء؟ أنا لدي جواب من أربع كلمات وحرف جر. ولماذا رغم تعدد الشواهد الرياضياتية نحن متخلفون؟ أنا لدي جواب من خمس كلمات وحرف جر... كما أسألكم حتى عن أنواع القراءات كالوظيفية...
إليكم أنتم سيادة الوزير:
التقيت بكم في مدينة كليميم وتعلمون عني جرأتي ورغبتي في إصلاح لا فقط المنظومة التعليمية على الأقل من منطلق ما أدرسه علما أن التفاعلية لها أكثر من حضور في الكفايات.
فماذا قمتم به سيادتكم وجلالة الملك كاد يبكي ألما في خطابه بالبرلمان وقد مكنتكم يدويا بأمانة ومعكم فيها السيد شكيب بنموسى والسيد "عمر بنيدا" الخبير المنسق في المجلس الاقتصادي والاجتماعي؟
ألم أرمي في مزبلة التصورات مشروعكم التنموي للصحراء الغربية والذي أفقدتم به آمال عودت المملكة إلى ساحة الاستثمارات المباشرة...وإلى افريقيا!
فعن أي إصلاح تتحدثون لأن نربحه أو نخسر ما خسرناه؟
السيد الوزير:
المشكلة في أكثر من ما قلتموه: "... وتأسف عن كون مراكز مهن التربية والتكوين تكون حاملي الإجازة في سبعة أشهر ليتم توظيفهم، واصفا ذلك بـ"الخطأ الكبير، فكيف يتخرج هذا الأستاذ ونمنحه قسما أو أقساما ليدرس أي حصيلة..."
إن المشكلة في أسلوب وعمليات اختيار الأستاذ المتدرب والمفاهيم القديمة للقراءة وللحساب وللعلوم ...
أخيرا إذا سيادتكم تشددون على أن كل مسئول من أي موقع عليه أن يقدم الحساب، وكل واحد ينبغي أن يحاسب لأن تعاقدنا الجماعي على تأدية رسالة التربية والتكوين مسؤولية مشتركة إما أن تقبلها وتؤديها على الوجه الأكمل وإما تتركها وتغادر القطاع
فالأمر يبتدئ منكم فقط أن لا تنكروا أني التقيت بكم كم والسيد بنموسى.
أشهد الرأي العام أني وقفت على حقيقة خبرتكم ومن معكم أنها غارقة في التقناوية من خلال تعاملي معكم في المجلس الاقتصادي والاجتماعي وقد تقدمت لكم بنموذجي تنموي للصحراء الطيبة تضمن أيضا جديدا تعليمية عنوانه « convertir l’université » كنت أكاد قدمه عرضا افتتاحيا في المعرض الدولي للأكاديميات بالبيضاء لولا المرض الذي أصاب السيد لحبيب المالكي ... لذلك كلامكم يبدو لي أجوفا.