السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الوقت الذي تنتظر فيه شريحة واسعة من نساء ورجال التعليم نتائج الحركة الوطنية ، وبما أن ساعات الانتظار تحولت إلى أيام ، الله وحده يعلم كيف يقضيها أولائك المنتظرون بعيدا عن الأهل والأحباب هناك في أوسرد ـ الداخلة ـ السمارة ـ أسا ـ الزاك ـ طرفاية ـ طاطا ـ أقا ـ إغرم ـ آيت داوود ـ ايمنتليت ـ بودنيب ـ تنجداد ـ النيف ـ إساكن ـ طهر السوق ـ بوعرفة ـ تالسينت ـ تندرارة .... ، هؤلاء وأولائك ينتظرون وهم بين نارين : هل ينتظرون الذي يأتي وقد يتأخر في المجيء وحتى إن أتى قد يدخل بخفي حنين فتكون أيام طالما ناضلوا وهتفوا من أجل استعادتها قد ضاعت دون نتيجة تذكر؟ أم يسافرون إلى حيث الأقارب فيفاجؤون بعدها بانتقالهم ليجبروا على تحمل العناء المادي والمعنوي لرحلتين إضافيتين لن تسمح بهما الميزانية المعتلة أصلا ؟ .
ونحن نعيش مع إخواننا وأخواتنا هذه المعاناة ونحاول ، كل من موقعه ، التخفيف عنهم ولو بالكلمة الطيبة ، ارتأيت أن نخوض في عمليات تتم بعيدا عن أزرار الحواسيب التي تعتمد برنام الحركة الوطنية دليلا لها أو هكذا يقال لنا ، عملية نسميها تبادلا أشبه بالزواج الأبيض وهو ذاك الذي يتم بين مدرس (أو مدرسة ) قد يكون في بداية مشواره المهني و مدرس أشرف على الستين السن القانونية للإحالة على التقاعد .
تبادل أشبه بصفقة تقطع من أجلها المسافات ويتجند لها الأقارب والأصدقاء وتقدم لها القرابين تمهيدا لعقد جلسة أو جلسات للتفاوض من أجل ختم المشوار المهني بسنتين قد تزيد أو تنقص قليلا هناك في الجبل أو الفيافي أو المناطق الصعبة ، يرضى بها زميلنا ـ إذ من المستبعد جدا أن يكون من الجنس الآخر ـ مكرها مقابل آلاف من الدراهم تجده في حاجة إليها لتغطية بعض تكاليف الحياة اليومية التي وقف أمامها عاجزا غير قادر على تدبيرها ولا تدبرها .
ونحن نوجه ، صادقين ، اللوم للمسؤولين أشخاصا كانوا أم مؤسسات ألا يجب علينا أن نلوم أنفسنا على احتضاننا لمثل هذه الظواهر التي نستبيح من خلالها تفويت حق لطرف لا يستحقه مقابل سلبه من طرف طالما من النفس به وانتظره ؟
قد يقول قائل بأن عمليات التبادل تتم بطريقة آلية خلال الحركة الوطنية ، لكن الواقع يقول غير ذلك ، فلطالما حصلت تبادلات بعيدة زمانا ومكانا عن هذه الحركة .
وقد يقول آخر بأن هناك نص قانوني لا يجيز تبادلا أحد أطرافه تبقى على وصوله سن التقاعد أقل من أربع سنوات ، لكن أيضا سنجد من حولنا حالات خرجت عن هذا النص وقبلنا بها إن استسلاما أو خجلا من مواجهة قريب أو زميل أو صديق .
هي ظاهرة على علاقة بالحركة الانتقالية ارتأيت طرحها لعلنا نستخلص منها العبر ونوجه من خلالها نقدا ذاتيا مفاده أننا طالما استمرينا في احتضان هذه الظواهر وإن بالصمت ، وغيرها كثير ، فلا ينبغي أن نحلم مجرد الحلم بأن حالنا سيتغير لأن الله سبحانه وتعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
ويبقى هذا مجرد رأي لم أستحضر فيه ، والله ، حالة بعينها.
***** رجاء سجل رأيك حول هذه الظاهرة التي بالرغم من أنها تتم في الخفاء لكننا غالبا ما نقف على أدق تفاصيلها ليقبل بها البعض ويستنكرها الكثيرون استنكارا لا يكاد يبرح شرفات المقاهي أو موائد الجلسات الخاصة *****