ياسين يشعل الحرب بين الوفا والعدل والإحسان بالجديدة
الأربعاء, 13 مارس 2013 10:50
الوزير يؤدب قياديا في الجماعة لتغيبه دون مبرر والأخير يعتبر الأمر تصفية حسابات لمواقفه السياسية
خرج وزير التربية الوطنية عن صمته في ما أصبح يعرف محليا ووطنيا بقضية قيادي جماعة العدل والإحسان بنيابة الجديدة الذي "عاقبته" الوزارة، بسبب حضوره مؤتمرا عالميا حول "مركزية القرآن"، نهاية السنة الماضية، بتركيا.
وردت وزارة التربية الوطنية، في بلاغ رسمي صدر زوال أول أمس (الاثنين)، على ما تداولته بعض الصحف الورقية والإلكترونية حول الوقفات الاحتجاجية لبعض تلاميذ الثانوية التأهيلية محمد الرافعي بنيابة الجديدة تضامنا مع أستاذ لمادة التربية الإسلامية يعمل بالمؤسسة نفسها، مؤكدة أن الأستاذ عرض على أنظار المجلس التأديبي بسبب تغيبه دون مبرر ومغادرته التراب الوطني من 29 نونبر إلى 3 دجنبر الماضي من غير ترخيص إداري من المصالح المختصة وفق المساطر الإدارية الجاري بها العمل.
وقالت الوزارة إن مسطرة التأديب لا علاقة لها بالانتماء السياسي أو الفكري للمعني بالأمر، أو ملاحظاته على تدبير المؤسسة التي يعمل بها، في إشارة إلى عضوية الأستاذ المعني في الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان. وأكدت الوزارة أن "الوقفات الاحتجاجية للتلاميذ المنظمة تحت ذريعة التضامن مع الأستاذ تحركها جهات معينة بغرض التشويش على السير العادي للمؤسسة، وكان الأجدر بها أن تحرص على ضمان مصلحة التلاميذ في التحصيل الدراسي خلال الغياب غير المبرر للمعني بالأمر" .
وتابعت جماعة العدل والإحسان ملف عضو الأمانة لدائرتها السياسية، مؤكدة أن الدكتور مصطفى الريق، عرض على المجلس "التأديبي" للأكاديمية الجهوية بالجديدة الخميس الماضي، "على خلفية حضوره للمؤتمر العالمي حول "مركزية القرآن الكريم في نظرية المنهاج النبوي عند الأستاذ عبد السلام ياسين" بتركيا، ما خلف ردود فعل غاضبة، حسبها، على المتابعة التي وصفتها بـ"الجائرة والمفتعلة".
وقالت الجماعة إن أكاديمية الجديدة، شهدت، تزامنا مع الجلسة التأديبية، "وقفة احتجاجية حاشدة نظمها بكل عفوية تلاميذ "الثانوية التأهيلية محمد الرافعي"، تضامنا مع الدكتور مصطفى الريق "الذي عرفوه أستاذا خلوقا متفانيا في عمله، مؤكدين على أنهم يشجبون ما يتعرض له من مضايقات ويطالبون برفع الجور عنه، وهو الذي يعتبرونه من خيرة الأساتذة بمؤسستهم"، وفي تصريح لإحدى التلميذات أكدت أن "المتابعة هي تصفية حسابات مع أستاذ نزيه"، واعتبرته بأخلاقه ومواقفه يشكل شوكة في حلق المسؤولين عن التعليم بالمنطقة، لتسترسل قائلة: "الأستاذ مصطفى هو مثال للمدرس القدير والمربي الودود".
وأكدت الجماعة أن مختلف الهيآت والنقابات المحلية حضرت للتضامن مع أستاذ التربية الإسلامية، مطالبة بحفظ الملف لأن الأستاذ، حسبها، "اتخذ كل الإجراءات القانونية التي تخول له السفر دون أي متابعة"، وأكدت أنها "في صف الحق الذي يمتلكه الدكتور مصطفى في هذا الملف" حسب تصريحات ممثلي الهيآت. واعتبر زملاؤه في المؤسسة أن "الأمر لا يعدو أن يكون محاولة للتضييق على رجل قدم الكثير لهيأة التعليم المحلية، وإعاقته عن القيام بدوره المنوط به والذي يؤديه بكفاءة عالية".
ومن المقرر أن تجتمع اللجنة التأديبية، غدا (الخميس)، في جلسة ثانية لإصدار قرار بخصوص الملف.
يوسف الساكت