خبير يحذر من مخاطر الاجتفاف و"لفحة الحر" خلال رمضان
هسبريس - ماجدة أيت لكتاوي
الجمعة 10 يوليوز 2015 - 08:40
يعيش المغاربة فصل الصيف المعروف بالقيظ تزامنا مع موجة "الشركي" خلال شهر رمضان، وهي أحداث مجتمعة تدفع الجسم إلى فقدان الماء من الجسم بكثرة ما يحصل عند الإصابة بالحمى أو عند الإصابة بخلل في الأمعاء كالإسهال والقيء، ليبقى الرضع والمسنون هم الفئة الهشة المعرضة للاجتفاف.
ويقول البروفسور عبد اللطيف بور، إن الجسم يفقد الماء طبيعيا بنسبة لتر إلى لترين في اليوم تخرج عن طريق العرق والبول والتنفس، ويؤدي إلى إلغاء الأملاح المعدنية وبعض المواد الذائبة في الجسم، " فإذا اختلت المعادلة بين الكمية المحصل عليها من الماء والكمية المفقودة في هذا الموسم يصاب الإنسان بالإجتفاف خاصة المسنين الذي يعانون من عجز في الكلي أو ممن يتناولون أدوية ضد ارتفاع الضغط الدموي أو عجز القلب وهي أدوية مدرة للبول".
ومن عواقب الاجتفاف يقول خبير التغذية، أن الجسم يصاب بالحمى وكلما طالت مدة الحرارة كلما شكل ذلك ضغطا قاسيا على الجسم، ما يؤدي إلى خطر الاجتفاف وتفاقم الأمراض المزمنة عند الناس الذين يعانون منها خاصة أمراض القلب والشرايين، موضحا أن الاجتفاف يكون سببا في إصابة الجسم بالتهابات في بعض أجزاء الجسم وتختر الدم، حيث يثقل سيلانه ما قد يؤدي إلى تكتل الأقراص الفقرية زيادة على أعراض خطيرة على مستوى الكلي.
وعن العلامات المنذرة بفقدان الماء والإصابة بالاجتفاف الحاد، التعرض لآلام العضلات على مستوى الذراع والساق والبطن، فيما تتمثل علامات التفاقم في تعب عام يظهر على شكل دوار وضعف البدن وأرق غير مألوف، وفق ما أفاد به رئيس فرقة الأبحاث على المرحلة الانتقالية للغذاء والتغذية لمختبرات البيولوجيا بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة،
ولمواجهة هاته الحالات يجب الكف عن العمل عدة ساعات خاصة في شهر رمضان، والحرص على ترطيب الجسم باستعمال قنينة ماء بارد، زيادة على غسل الساقين والذراع وأخذ حمام بارد، وأخذ استراحة في مكان رطب وجيد التهوية.
وأوضح رئيس الجمعية المغربية لعلوم التغذية، أن الإصابة بالرَّمَض ولفحة الحر يظهر كعدوانية غير مألوفة عند الشخص واختلاط ذهني "خبل" والاختلاجات وكذلك فقدان الوعي مع الاسترخاء غير المألوف والرغبة بالنوم، فيما يكون الجلد ساخنا وجافا مع احمرار غير مألوف يصحبه صداع الرأس، وغثيان وعطش شديد. "هنا يجب التركيز بإلحاح على الرياضيين والعمال في الأوراش المعرضين للشمس والأطفال والمسنين والمعاقين ذهنيا أو بدنيا، والمصابون بالأمراض المزمنة على اعتبارهم الفئات ذات الإحساس الملموس للفحة الحر" يقول بور.
ويؤكد الأستاذ الجامعي، أن كل من تعرض للرمض يواجه خطر الموت في حال عدم نقله مباشرة للمشفى مع عدم استعمال الأدوية دون استشارة الطبيب، ناصحا خلال هذه الفترة باجتناب الحرارة والهروب منها والتزام البيت واجتناب ممارسة الرياضة بأنواعها أو أي نشاط يستلزم جهدا في الساعات الحامية من اليوم من 12 زوالا إلى 3 بعد الزوال. وفي حالة كان الخروج ضروريا يجب التزام الأماكن المظللة في الشارع وحماية الرأس بغطاء وارتداء ملابس ذات ألوان فاتحة وفضفاضة مم القطن أو الكتان وحمل قنينة ماء عادي لشرب جرعات صغيرة خارج أيام رمضان.
وأوصى الخبير، بشرب الماء باعتباره المشروب المثالي لكونه صحيا وسليما دون انتظار الشعور بالعطش. وتناول باقي الأطعمة ما بين الإفطار والسحور بانتظام على أن تكون خفيفة في هذا الموسم، واجتناب شراب السكر "السيرو" والمشروبات الغازية والأغذية الساخنة المحتوية على السعرات الحرارية بكثرة والشحوم والدهون والنشويات. واجتناب عصائر الفواكه المصنعة والتي يضاف لها سكر، واجتناب المنبهات التي تدر البول ما يؤدي للاجتفاف، وتشكل عواقب خطيرة على المخ والقلب.
وينصح أخصائي التغذية بحمل قنينة ماء في فصل الصيف دائما، والحرص على شرب 8 أكواب للكبار وأكثر منها عند ممارسة الرياضة، مع الشرب قبل الإحساس بالعطش، وشرب الماء بكثرة وعلى جرعات صغيرة طيلة الليل في رمضان، يجب إيقاف النشاط من حين لآخر للارتواء بجرعات من الماء خارجه، مع شرب الماء دافئا وليس باردا.