صراع الفلسفة والتربية الإسلامية مرة أخرى - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



دفتر مشاكل وقضايا إصلاح التعليم بالمغرب هذا الركن بدفاتر dafatir خاص بمشاكل وقضايا إصلاح التعليم بالمغرب

أدوات الموضوع

الصورة الرمزية nasser
nasser
:: مراقب عام ::
تاريخ التسجيل: 26 - 1 - 2008
السكن: فاس
المشاركات: 73,290
معدل تقييم المستوى: 7554
nasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميزnasser في سماء التميز
nasser غير متواجد حالياً
نشاط [ nasser ]
قوة السمعة:7554
قديم 21-12-2016, 20:07 المشاركة 1   
نقاش صراع الفلسفة والتربية الإسلامية مرة أخرى

إبراهيم الطالب :الأربعاء 21 دجنبر 2016
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ
يزعم من يدافع عن الفلسفة أن الحسن الثاني أحدث شعبة الدراسات الإسلامية، ويذهب بعضهم إلى كون الفلسفة اليوم هي أم العلوم، فربما كانت تدعى كذلك في أوربا قبل قرون عديدة، لأن العلوم لم تكن قد استقلت عن بعضها البعض وكان الطبيب والفلكي يعد من الفلاسفة والحكماء، وبعد تطور العلوم وانفصالها عن هرطقات الفلسفة، باحثة عن تطوير آلياتها في الوصول إلى الحقائق، متجهة نحو التخصصات، بقيت الفلسفة مجرد آلية صدئة لا دور لها غير تشقيق الكلام والتطاول على موضوعات الدين ومعتقداته.

ومن هنا صار كبار من اشتغلوا بالفلسفة من الغربيين يطرحون أسئلة من قبيل: هل انفصال العلوم عن الفلسفة سوف يجعل منها مجرد بحث لا طائل من تحته؟ وما الذي يبرر وجود الفلسفة بعد أن استحوذت العلوم الحديثة على مواضيعها؟ بل يرى الطارحون لمثل هذه الأسئلة أن الفلسفة مجرد بحوث عبثية، لكونها لا توصل إلى نتائج نهائية، وتكثر فيها الإجابات المتناقضة في الموضوع الواحد، بل نجد الفلاسفة الغربيين أمثال “أوجست كنت” يعتبرون أنه حان للفكر البشري أن يتخلص من الفلسفة، واعتبروها مرحلة تاريخية تجاوزها العقل العلمي.

ونحن في هذه العجالة لا يهمنا أن نبحث علاقة الفلسفة بالعلوم، فهذا بحث فرغ منه كما أشرنا، بل لاهتزاز مكانتها باتت تبحث في العلوم عمّا يعضد أراجيفها كنظرية النسبية، في حين تهمل ما يشهد لعبثيتها كعلم الوراثة والخريطة الجينية، التي تضرب العمود الفقري لمادية الأساسات الذي تبنى عليها كل الفلسفات.

لكن الذي يهمنا هو الحديث عن أدعياء الفلسفة الذين يجترون ما فرغ منه فلاسفة الغرب في محاكات قردية، محاولة منهم لتهريب الجدل الذي هيمن على الساحة الفكرية الأوربية قبل الثورة الفرنسية، فيجعلون الدين النصراني المحرف المنحرف عن الفطرة التي فطر الله الناس عليها، مماثلا للدين الإسلامي الذي يرجع الفضل إليه في تمدين العالم وتنويره، ونشر العدل وقواعده وإقامة العدالة الاجتماعية بين طبقات الناس.

فأدعياء الفلسفة هؤلاء يبثون الشك في عقائد أبنائنا في المدارس، ويحرفون إيمانهم الفطري في سن يكون الشباب أحوج ما يكونون إلى من يثبتهم على الدين نظرا لتقلبات المرحلة الانتقالية من المراهقة إلى الشباب.

وأتذكر حينما كنت في الثانية ثانوي وتعادل الآن الأولى بكالوريا، كان لي صديق مهذب يعاني الفقر والحاجة، سمع إشكاليات يطرحها أدعياء التفلسف، حول عدالة الله سبحانه التي يجعلها هؤلاء الحمقى رهينة بالتسوية في الرزق، وما دام ليس هناك تسوية فإما أنه سبحانه غير عادل وإما غير موجود، تعالى الله عن هذا الكفر علوا كبيرا، المهم أن صديقنا أصبح بعد حين متذبذبا شاكا في عقيدته، الأمر الذي جمع عليه الفقر والشك فدخل بوابة الإلحاد بفعل تضليل ما يروجه أساتذة الفلسفة.

هذه القصة الواقعية طفت على ركام الذكريات لدي عندما قرأت بيان المكتب الوطني للجمعية المغربية لمدرسي مادة الفلسفة، الذي طالب فيه هؤلاء الأساتذة الدولة المغربية ووزارة التربية الوطنية إلى: “التراجع الفوري عن هذه الكتب المدرسية، وسحبها من التداول المدرسي، درءا للفتنة والتطرف، وحفاظا على سلامة الجو التربوي بالمؤسسات التعليمية، ومراجعة برنامج مادة التربية الإسلامية؛ وذلك بحذف مجزوءتي “الإيمان والعلم” و”الإيمان والفلسفة”، والحفاظ على استقلالية المجالات المعرفية والإبستمولوجية بما يخدم التربية والتعلم والتكوين وصون المدرسة من الصراعات الإيديولوجية والتقاطبات المذهبية“.

وهل كان الدافع إلى هذا البيان غير الصراعات الإديولوجية والتقاطبات المذهبية؟؟ في الحقيقة ما أثاره البيان من تداعيات، جعلنا نطرح عدة أسئلة حول التربية الإسلامية من قبيل:

هل مادة التربية الإسلامية تعطي لأبنائنا فعلا الحصانة الكافية من الشبهات المادية الإلحادية التي تتغلف بجدل الفلسفة، والتي يعمقها في نفوسهم أساتذة الفلسفة خصوصا ذوي الاتجاهات اليسارية؟؟

هل تعالج مقررات التربية الإسلامية الانحرافات التي تحدثها لديهم وسائل الإعلام العلمانية خصوصا مع هذا الإدمان على دبلجة الأفلام المكسيكية من طرف القنوات التلفزية الوطنية؟؟

ثم هل تخرِّج لنا هذه المادة التي تعنى بالتربية الإسلامية أجيالا يعتزون بدينهم اعتزازا يتجلى في الانضباط بأحكام الشريعة الإسلامية في سلوكياتهم اليومية وحياتهم الخاصة؟؟

نأسف كثيرا أن نقف مدافعين عن مادة وحيدة وفريدة يطّلع أبناؤنا من خلالها على مقتضيات دينهم، رغم كل هذا الإفساد العلماني للعقائد والسلوكيات عبر الإعلام والثقافة والمدرسة.

كم هو فظيع أن يكون أساتذةُ مادة الفلسفة الذين نرسل إليهم أبناءنا ليربوهم ويعلمونهم، أعداءً للتربية الإسلامية معتبرين مقرراتها كتبا متطرفة، مطالبين الدولة المغربية ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بـ”محاسبة المؤشرين على هذه الكتب المدرسية المتطرفة”.

موقف الجمعية المذكورة هذه يجعلنا نجدد المطالبة بمتابعة ما يلقن لأبنائنا من مفاهيم تتعارض مع قيمنا وعقائدنا الإسلامية، ولقد أجاد الأستاذ طارق الحمودي عندما افتتح أولى وقفاته مع هذه المقررات حيث أشار إلى أنه “في مقرر منار الفلسفة (2016) للسنة الأولى ثانوي في محور: “الأيديولوجيا والوهم” ص21 يورد المؤلفون نصا لكارل ماركس الألماني الملحد الشيوعي في “الأيديولوجيا”، ويكتب المؤلفون في الإطار النظري للنص: “يَعتبر ماركس الأيديولوجيا نوعا من أنواع الوعي المغلوط والمزيف الذي يحاول أن يقدم عن الواقع تصورا يبدو حقيقيا في الظاهر، في حين أنه مجرد وهم يرتبط بمصلحة اجتماعية لطبقة أو فئة معينة”، ثم يوردون نص ماركس الطويل..وعند قراءته..تصدمك حقيقة أن الأخلاق والدين والميتافيزيقا (أي الغيبيات) من أشكال الأيديولوجيا… ليس يخفى أن التلميذ المغربي المسلم..سيربط بين العبارتين..وسيكتشف مستنتجا أن دين الإسلام وأخلاقه وغيبياته والوحي مثلا، كلها أشكال أيديلوجية..وأنها ليست سوى وهم…مرتبط بمصالح اجتماعية لطبقة أو فئة معينة…مع أنه يدرس في مادة التربية الإسلامية أن الإسلام دين الله الحق”!!!.

فمن أولى بمحاسبة الدولة والوزارة مؤلفو مقررات التربية الإسلامية أم مؤلفو مقررات الفلسفة؟؟؟ إن عداء أساتذة الفلسفة ضد مضامين مادة التربية الإسلامية هو لون من ألوان الصراع بين العلمانية والإسلام في المغرب مضماره هو المجال التعليمي الذي يعاني الإفلاس بسبب أمثال هؤلاء الذين يجعلون خدمة الإديولوجيا همهم الأول قبل مصلحة التلميذ الذي يجعلونه في تناقض دائم بين معتقداته ومعتقدات أسرته وآبائه وأجداده وبين ما يتلقاه منهم من تشكيكات وانحرافات تجعله يضطرب في تحصيله للعلم.

إن البناء العقدي والسلوكي للتلميذ هو الأساس الذي تبنى عليه شخصيته كمواطن صالح يسهم في بناء مجتمعه، لذا نرى أن على الدولة أن تعيد النظر فعلا في مقررات التربية الإسلامية لتكون أكثر نجاعة في ترسيخ قيمنا الإسلامية، وتحذف منها أثر الضغوطات العلمانية التي تلوي أعناق المفاهيم الإسلامية ومضامين بعض القيم كالتعايش والتسامح، وتجنب تلاميذنا هذا التناقض النفسي الذي تحدثه مقررات الفلسفة، مع وضع رقابة على أساتذة هذه المادة ضمانا لسلامة معتقدات أبنائنا من الإنحراف الذي يصل إلى الإلحاد في بعض الأوساط.

وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ======== هوية بريس









الحمد لله رب العالمين
آخر مواضيعي

0 منتخب "أسود الأطلس" يدك شباك الكونغو بسداسية في تصفيات المونديال
0 مديرية آسفي "تتبرأ" من انتحار تلميذة
0 استياء وتساؤلات في صفوف العاملين بمدارس "الريادة".. وهذا هو السبب!
0 مرة أخرى..تلميذة تضع حدا لحياتها بتطوان
0 ​لوائح المترشحات والمترشحين المقبولين لاجتياز المقابلات الشفوية قصد الوضع رهن إشارة مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين - يونيو 2024
0 ​بلاغ صحفي - الاثنين 10 يونيو 2024-الامتحان الوطني الموحد لنيل شهادة البكالوريا – دورة 2024 .
0 النتائج النهائية لمباريات توظيف مهندسي الدولة من الدرجة الأولى ومتصرفي التربية الوطنية من الدرجة الأولى وتقنيين من الدرجة الثالثة دورة ماي 2024-
0 ​مذكرة رقم 24-182 بتاريخ 07 يونيو 2024 بشأن تمديد آجال المشاركة في الحركة الانتقالية الخاصة بالأساتذة العاملين بالأقسام التحضيرية للمدارس العليا لسنة 2024 وكذا عملية انتقاء الأساتذة الراغبين في الالتح
0 إدراج موضوع "العلاقات الرضائية" في امتحان جهوي يثير جدلا واسعا بين المغاربة
0 الأمم المتحدة تدرج إسرائيل في القائمة السوداء لقتلة الأطفال


nasser
:: مراقب عام ::

الصورة الرمزية nasser

تاريخ التسجيل: 26 - 1 - 2008
السكن: فاس
المشاركات: 73,290

nasser غير متواجد حالياً

نشاط [ nasser ]
معدل تقييم المستوى: 7554
Arrow هكذا أغضبت نصوص "ابن تيمية وابن الصلاح" أساتذة الفلسفة
قديم 22-12-2016, 21:20 المشاركة 2   

هكذا أغضبت نصوص "ابن تيمية وابن الصلاح" أساتذة الفلسفة هسبريس من الرباط
الخميس 22 دجنبر 2016
فجرت دروس "الإيمان والفلسفة" التي ضمتها دفتا كتاب التربية الإسلامية لمستوى الأولى ثانوي غضب أساتذة مادة الفلسفة بالمغرب، ودفعتهم إلى وصف تلك المضامين "بالمتزمتة التي تسيء إلى مادة الفلسفة والعلوم الإنسانية، لما تضمنته من مس وتشويه وتحريف للمقاصد النبيلة للفلسفة والعلوم...".
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ
ويبدو أن غضب مدرسي الفلسفة انصب أساسا على نصيْن وردا في درس "الإيمان والفلسفة"، ضمن مقرر "التربية الإسلامية"، أحدهما لتقي الدين ابن تيمية، أحد فقهاء المسلمين القدامى، والثاني يعود إلى أبي عمرو عثمان المعروف بابن الصلاح، وهو أحد علماء الحديث في القرن الثاني عشر.

عضو المكتب الوطني للجمعية المغربية لأساتذة التربية الإسلامية، الدكتور محمد بولوز، قال في رد على انتقادات جمعية مدرسي الفلسفة إن النص الأول لابن تيمية كرر فكرة أن العقل الصريح البين الواضح لا يمكن أن يتعارض مع النقل الصحيح من الوحي الرباني في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة".

ويشرح بولوز "ما خلقه الله في الإنسان لا يمكن أن يتعارض مع ما أنزله الله على نفس الإنسان، وإذا حدث شيء من ذلك فقد يكون لسبب عارض إما لشبهات شوشت على العقل منطقه، أو لخلل في فهم النص الشرعي، وهي فكرة سابقة عن ابن تيمية ذكر المؤلفون ببعض أعلامها.

ومن هؤلاء الأعلام، وفق المتحدث ذاته، ابن رشد رحمه الله صاحب الباع الطويل في الفلسفة وصاحب الكتاب الرائد في الفقه الإسلامي "بداية المجتهد وكفاية المقتصد"،وكذا ابن طفيل صاحب قصة الحي بن يقظان"، موردا أنه يظهر من سياق الدرس أن المؤلفين يتبنون ويحبذون هذا التوجه.

وأما نص ابن صلاح الذي هاجم الفلسفة، يضيف بولوز، فتم إيراده على سبيل التمثيل لتيار موجود في تاريخنا وتراثنا، يرى الاستغناء بما ورد في الشرع في أمور الغيب عموما، لأن طريق الوحي مضمون في عمومه مع الفهم السليم، وطريق الفلسفة ليس كذلك، فهو محفوف بمخاطر الانزلاق وحتى الكفر بمسلمات الشرع".

وتابع: "الفلسفة فلسفات قد تنتهي بالبعض إلى مجرد الشك، أو حتى الإلحاد، وتنتهي بآخرين إلى عمق الإيمان، ولهذا قيل: الفلسفة بحر ليس كباقي البحار، إن كان أمان البحار في شواطئها فأمان الفلسفة في عمقها، ولهذا كثير من الفلاسفة الراسخين انتهى بهم المطاف إلى الإيمان العميق".

وذهب عضو جمعية أساتذة التربية الإسلامية إلى أن "إيراد الأقوال والنصوص على سبيل التحليل والمناقشة، حتى وإن كانت متعارضة لا شيء يمنع منه في المنهج التربوي والأسلوب الديداكتيكي قصد شحذ مهارات المقارنة والاستنباط والتركيب والتحليل، خصوصا في مستوى السنة أولى من الثانوي التأهيلي".

وخلص بولوز إلى أن النص الأول ورد في باب التبني، بينما النص الثاني ورد على سبيل الإخبار والاطلاع والمقارنة، مشيرا إلى السياق العام للمنهاج في مقدماته وتوجيهاته التي أطنبت في أمر التسامح وقبول الآخر، ونحو ذلك، كما تم التأكيد في مداخل المادة على مبادئ التزكية والاستجابة والقدوة والقسط والحكمة".

الحمد لله رب العالمين

nasser
:: مراقب عام ::

الصورة الرمزية nasser

تاريخ التسجيل: 26 - 1 - 2008
السكن: فاس
المشاركات: 73,290

nasser غير متواجد حالياً

نشاط [ nasser ]
معدل تقييم المستوى: 7554
Arrow د. محمد بولوز يكتب: رد أولي على بيان جمعية الفلسفة‎ (عن درس الإيمان والفلسفة)
قديم 23-12-2016, 21:34 المشاركة 3   

د. محمد بولوز يكتب: رد أولي على بيان جمعية الفلسفة‎ (عن درس الإيمان والفلسفة)
هوية بريس – د. محمد بولوز الجمعة 23 دجنبر 2016
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ
أعتقد أن البيان جاء متحاملا ومتسرعا ولم تكن فيه روية ولا ثمرة دراسة علمية متأنية، وكأنه بصدد تصفية حسابات ربما هي قديمة عند بعض من كانوا وراء صياغته، وقد يكون بنى خلاصاته على بعض ما نشر في وسائل الاعلام بخصوص درس من دروس المنهاج تعرض لهجوم غير منصف، ومتأكد أن البيان لا يعبر عن رأي كثير من أساتذة الفلسفة لو استشيروا بعد اطلاعهم على درس التربية الاسلامية موضع الهجوم، فالأمر لا يتعلق بمفردات منهاج التربية الاسلامية الجديد، وإنما بدرس واحد في كتاب مدرسي من ضمن كتب اجتهدت في تنزيل المنهاج والتأليف فيه، والمقصود بالضبط نصان واردان في درس “الايمان والفلسفة” أحدهما لابن تيمية والآخر لابن الصلاح رحمهما الله تعالى.

الأول كرر فكرة أن العقل الصريح البين الواضح لا يمكن أن يتعارض مع النقل الصحيح من الوحي الرباني في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، لأن ما خلقه الله في الانسان لا يمكن أن يتعارض مع ما أنزله الله على نفس الإنسان، وإذا حدث شيء من ذلك فقد يكون لسبب عارض إما لشبهات شوشت على العقل منطقه أو خلل في فهم النص الشرعي، وهي فكرة سابقة عن ابن تيمية ذكر المؤلفون ببعض أعلامها كابن رشد رحمه الله صاحب الباع الطويل في الفلسفة وصاحب الكتاب الرائد في الفقه الاسلامي “بداية المجتهد وكفاية المقتصد” وكذا ابن طفيل صاحب قصة حي بن يقظان. ويظهر من سياق الدرس أن المؤلفين يتبنون ويحبذون هذا التوجه.

وأما نص ابن صلاح الذي هاجم الفلسفة فتم إيراده على سبيل التمثيل لتيار موجود في تاريخنا وتراثنا، يرى الاستغناء بما ورد في الشرع في أمور الغيب عموما لأن طريق الوحي مضمون في عمومه مع الفهم السليم، وطريق الفلسفة ليس كذلك فهو محفوف بمخاطر الانزلاق وحتى الكفر بمسلمات الشرع، إذ الفلسفة فلسفات قد تنتهي بالبعض إلى مجرد الشك واللاأدرية أو حتى الالحاد وتنتهي بآخرين إلى عمق الايمان، ولهذا قيل: الفلسفة بحر ليس كباقي البحار، إن كان أمان البحار في شواطئها فأمان الفلسفة في عمقها، ولهذا كثير من الفلاسفة الراسخين انتهى بهم المطاف إلى الايمان العميق، وإن بقوا بحاجة إلى الوحي ليبين لهم ما يحبه الله منهم وما لا يرضاه لهم والحال أن عقولهم أوصلتهم فقط إلى مجرد الايمان بوجوده وكماله ووحدانيته.

فإيراد الأقوال والنصوص على سبيل التحليل والمناقشة، حتى وإن كانت متعارضة لا شيء يمنع منه في المنهج التربوي والأسلوب الديداكتيكي قصد شحذ مهارات المقارنة والاستنباط والتركيب والتحليل ونحو ذلك، وخصوصا ونحن في مستوى السنة أولى من الثانوي التأهيلي، والسياق حاكم، فالنص الأول ورد في باب التبني بينما النص الثاني ورد على سبيل الاخبار والاطلاع والمقارنة، ثم لا ننسى السياق العام للمنهاج في مقدماته وتوجيهاته التي أطنبت في أمر التسامح وقبول الآخر ونحو ذلك، وتم التأكيد في مداخل المادة على مبادئ التزكية والاستجابة والقدوة والقسط والحكمة، ومعلوم ما يأخذه المتعلم من هذه القيمة الأخيرة وبأن الحكمة ضالة المومن أنى وجدها أخذ بها بل ويرى نفسه أحق بها.

الحمد لله رب العالمين

nasser
:: مراقب عام ::

الصورة الرمزية nasser

تاريخ التسجيل: 26 - 1 - 2008
السكن: فاس
المشاركات: 73,290

nasser غير متواجد حالياً

نشاط [ nasser ]
معدل تقييم المستوى: 7554
متابعة استمرار التوتر بين وزارة التعليم وأساتذة الفلسفة
قديم 17-01-2017, 18:20 المشاركة 4   

بديل ـ هشام العمراني الثلاثاء 17 يناير 2017 استمرار التوتر بين وزارة التعليم وأساتذة الفلسفة
مزال التوتر قائما بين وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، و "الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة"، بخصوص ما تضمنته سلسلة كتب منار للتربية الإسلامية بالتعليم الثانوي التأهيلي، مما اعتبرته (الجمعية) "إساءة للفلسفة والعلوم وحقوق الإنسان والطفل ومكتسبات الحضارة الإنسانية".
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ
وفي ذات السياق عبرت جمعية مدرسي الفلسفة عبر بيان لها، توصل "بديل"، بنسخة منه، عن "استنكارها" لما وصفته بـ" تهريب مواضيع من اختصاص الفلسفة إلى مادة التربية الإسلامية بما لا يحترم الحدود الإبستمولوجية للمجالات المعرفية"، مؤكدةعلى "ضرورة مراجعة برامج المادة بما يخدم دورها الروحي والتخليقي ورسالتها التربوية النبيلة وعدم الزج بها كي تكون شرطي المواد التعليمية الأخرى".

كما جددت الجمعية ذاتها مطالبها بـ"سحب هذه الكتب من التداول المدرسي حفظا لناشئتنا من التطرف، وفتح الحوار مع الجمعية لإنهاء هذا الجدل"، مشيرة إلى أن الكتب المتحدث عنها " لا تحترم مباديء الوسطية والاعتدال والتسامح التي دعت إليها التوجيهات الملكية ومنهاج مادة التربية الإسلامية"، محملة المسؤولية المباشرة لـ"مدير المناهج بوزارة التربية الوطنية" وتستنكر ما قالت إنها "سياسة الهروب إلى الأمام التي ينتهجها (المدير) وتملصه من تحمل مسؤولياته في التأشير على كتب تهدد مستقبل المدرسة المغربية بذريعة الكلفة المالية لسحب هذه الكتب".

وأوضح أصحاب البيان نفسه " أن الأمر لا يتعلق كما ادعت الوزارة الوصية بنص واحد ضمن كتاب واحد للسنة الأولى بكالوريا، بل بالكتب الثلاثة لمنار التربية الإسلامية ذات البعد الوهابي شكلا ومضمونا"، مشيرين إلى أن "نص السلفي ابن الصلاح الشهرزوري لم يقدم كما زعمت الوزارة في سياق بيداغوجي يهدف إلى إثارة النقاش بل جاء كاستنتاج وخلاصة لتأييد المواقف المتطرفة من الفلسفة والمنطق".

واعتبرت جمعية مدرسي الفلسفة، أنه بالرغم من "التقدم المحدود في إصلاح منهاج مادة التربية الإسلامية فإنه لا يزال في حاجة ماسة إلى إعادة التصويب وخاصة في حديثه الفج عن الفلسفة الراشدة والإيمان الحق؟" كما أن المداخل الصوفية الجيدة التي تم تبنيها لتدريس مادة التربية الإسلامية: التزكية والإقتداء والإستجابة والقسط والحكمة، نضيف الجمعية ذاتها في بيانها " قد تم إفراغها من مضمونها الروحاني وتم ملؤها بمضامين ذات بعد وهابي ظاهر وباطن".

الحمد لله رب العالمين

nasser
:: مراقب عام ::

الصورة الرمزية nasser

تاريخ التسجيل: 26 - 1 - 2008
السكن: فاس
المشاركات: 73,290

nasser غير متواجد حالياً

نشاط [ nasser ]
معدل تقييم المستوى: 7554
Arrow الحجمري : الجدل حول مقررات الفلسفة بالمغرب "هراء تاريخي وخطأ جسيم"
قديم 22-01-2017, 14:27 المشاركة 5   

الأحد 22 يناير 2017 الحجمري : الجدل حول مقررات الفلسفة بالمغرب "هراء تاريخي وخطأ جسيم" .............. قال رئيس اللجنة الدائمة للمناهج والبرامج والتكوينات والوسائط التعليمية بالمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، السيد عبد الجليل الحجمري، أن التأكيد على أن هناك عودة نحو الحقبة التي كانت فيها الفلسفة "مصادرة"، هو "هراء تاريخي وخطأ جسيم"، معربا عن "دهشته" من بعض التصريحات في ما يخص موضوع الجدل الذي أثاره مضمون مقرر للتربية الاسلامية يتعلق بالفلسفة.
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ
وأكد السيد الحجمري، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه "خلال سبعينيات القرن الماضي، تم بالفعل استبعاد مادة الفلسفة، كما يمكن أن يشهد على ذلك العديد من شخصيات الدولة، لافتا الى أنه منذ اعتلاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله العرش، نشهد ترسخ الفلسفة وتعزيزها من خلال دينامية لارجعة فيها لهذا التخصص".

وأبرز السيد الحجمري أن "هذه المادة تندرج ضمن المشهد التعليمي المغربي كمعطى أساس لا محيد عنه"، مؤكدا أنه "تم ادراج مادة الفلسفة بالمغرب منذ السنة الأولى للتعليم الثانوي، على خلاف بلدان أخرى".

وأكد أن "حضور وارساء مادة الفلسفة بالمغرب عرفا دينامية لارجعة فيها"، مذكرا بأن المغرب احتضن سنة 2014 ندوة دولية، عرفت مشاركة أزيد من 400 فيلسوف من العالم، للنقاش حول تيمة بالغة الأهمية "من الممكن الى المستحيل".

وأضاف أنه بالموازاة مع الدورة 22 لمؤتمر الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 22)، الذي نظمت في شهر نونبر الماضي بمراكش، تم تنظيم ندوة رفيعة المستوى حملت عنوان "التغيرات المناخية من أجل حقل سياسي جديد"، جمعت كبار المفكرين وعلماء الاجتماع والأنثربولوجيين، والاقتصاديين والمتخصصين في العلوم الإنسانية من جميع أنحاء العالم.

وأفاد عضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي بأن أكاديمية المملكة المغربية ستعقد من 24 الى 26 يناير الجاري دورتها الـ 44 تحت شعار "من الحداثة الى الحداثات"، وستلم عددا من كبار المفكرين والفلاسفة والأكاديميين.

وقال إن كل الهذه المعطيات تؤكد بالملموس أن "حضور الفلسفة يشكل حاليا بالمغرب أمر أساس وضروري في المشهد التربوي الوطني، وأنها تعد في هذا النظام مادة أساسية لتكوين الشباب"، مضيفا أن مقررات الفلسفة بالمغرب حاليا مقررات "جيدة" أعدها "مدرسون أكفاء وموضوعيون في عملهم".

من جهة أخرى، سلط السيد الحجمري الضوء على أهمية وضرورة التعامل مع تعديل المقررات والمناهج والبرامج بطريقة " ديداكتيكية وبيداغوجية وغير ايديولوجية"، معربا عن استيائه لكون النقاش المتعلق بنص في المقرر التعليمي الجديد للتربية الإسلامية للسنة الأولى باكالوريا "إيديولوجي بشكل كامل".

وسجل أن لجنة المناهج والبرامج والتكوينات والوسائط التعليمية بالمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، تعتبر دراسة المقررات على أساس محور بيداغوجي "بالغة الأهمية"، مضيفا أن هذا المحور من البيداغوجيا "أساسي".

وقال السيد عبد الجليل الحجمري إنه "إذا ما تم إعداد المقررات من أجل جعلها أدوات إيديولوجية، فان تكوين الشباب لن يكون سليما"، مبرزا أن اللجنة تدعو وتصر دائما على هذه المسألة المتعلقة بالتفريق بين البيداغوجية والايديولوجية.

وفي هذا السياق وتفاديا لهذا النوع من النقاشات، أضاف المتحدث أن اللجنة تقترح الإسراع بإعطاء الانطلاقة للهيئة الوطنية الدائمة للمراجعات والبرامج والمقررات، مضيفا أن هذه الهيئة المستقلة قادرة على جمع المتخصصين والديداكتيكيين، وأخد الوقت الكافي لمراجعة محتوى وشكل المقررات وتتبع تطور المواد والبرامج، إضافة إلى تنظيم ورشات لمصاحبة مصممي المقررات، على غرار باقي الدول، مشددا على ضرورة تفادي المواجهة بين التخصصات وتفكيكها".

وسجل أنه لا مكان لهذا الجدال لأنه يجب تعليم هؤلاء التلاميذ والشباب ما يطلق عليه فن الجدل أي القدرة على دراسة النصوص والتعمق فيها، ثم الابتعاد عن هذه النصوص وتقييمها واستخراج الحجج وتفكيكها للخروج برأي مستقل"، مبرزا أن "اللجنة لاترى ضرورة لسحب المقرر موضوع النقاش لأنه لا توجد أي نية للإضرار بالفلسفة".
أخبارنا المغربية

الحمد لله رب العالمين
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

« حصاد يوزع آلاف الطاولات الجديدة لتجميل "بشاعة مدارس المغرب" | اتهامات بتجويع وتفقير 150 عاملا بمؤسسات التعليم تلاحق المدير الإقليمي بسطات »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
جمعية الفلسفة: مناهج مادة التربية الإسلامية تتضمن تشويهاً وتحريفاً لمقاصد الفلسفة الحقيقية nasser دفتر مشاكل وقضايا إصلاح التعليم بالمغرب 0 18-12-2016 12:03
التكوين المهني والتربية الإسلامية ؛ أية علاقة ؟ ( إضاءات على خلفية مقدمات لإقصاء مادة التربية الإسلامية من البكالوريا المهنية ) nadiazou اخبار و مستجدات التكوين المهني 0 22-02-2015 10:39
امتحان اقليمي: العربية والتربية الإسلامية يونيو 2014 ordla المستوى السادس 2 02-05-2014 22:31
امتحان تجريبي (العربية والتربية الإسلامية) عمر الشرقاوي دفاتر أساتذة و تلاميذ التعليم الإبتدائي 25 04-06-2009 19:07
برنامج تعليمي مغربي للأطفال ( العربية والتربية الإسلامية ) أبوهيثم دفاتر أساتذة و تلاميذ التعليم الإبتدائي 4 02-06-2009 13:10


الساعة الآن 13:08


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة