نقدذاتي ثلاثة أخطاء قاتلة
المهديبنبركة
1 - انصاف الحلول
وموقفنا منها
ماذا كان موقفنا من أول (نصف حل) عشناه فينضالنا القومي وهو حل (إكس ليبان) «AIX LES BAINS».
حدث ذلك بعد نضال طويل ظليتعمق خلاله وعي المناضلين الثوري، وبرزت طوال مراحله مطامح شعبنا، وهي تزداد وضوحامرحلة بعد مرح لة.
واسمحوا لي هنا أن استعرض المراحل الثلاث التي مرمنها هذاالنضال في فتراته المعاصرة.
أ- فقد تميزت المرحلة الأولى من معركة التحريرالوطني، بعد فشل الثورات القروية المسلحة ضد الاحتلال بانتشار الدعوة الوطنية عندجماهير البورجوازية الصغيرة في المدن التقليدية، وانتقلت الحركة الوطنية كما وكيفاالى طور جديد، اثر الحرب العالمية الثانية بعد أن انخرطت فيها أفواج الكادحينالمكدسين في الضواحي الفقيرة المسماة بمدن القصدير. فقد كان للنمو السريع في قطاعالصناعة الاستعماري نتيجة ايجابية هي نشوء طبقة عاملة ما فتئت أن تسربت إليهاتنظيمات الحركة الوطنية.
والظاهرة التي يجب أن نلفت إليها النظر هنا، هي أنالبعض كان في أغلب الأحيان ينظر الى هذه الانخراطات الجديدة في صفوف الحركة الوطنيةمجرد نظرة عددية، ولم يكن يعتبر تلك الجماهير سوى وسيلة جبارة للضغط علىالمستعمرين، بينما كانت الجماهير تشكل بحكم تركيبها التحالف بين العمال والفلاحينالمطرودين من الأرض والنازحين الى مدن القصدير، وبقي قسم مهم في قيادة الحركةالوطنية غير واع للمعنى العميق لهذا التحول الكيفي، ولما كان ينبغي أن ينتج عنه منتحول في الأهداف وأساليب النضال. ومن هنا ندرك الأسباب العميقة لكثير من التطوراتفي الحركة الوطنية.
وبكلمة موجزة يمكننا القول بأن الحركة الوطنية كانت تحتويعلى حركتين متوازيتين، وبقدر إدراك الجماهير الكادحة لايديلولوجيتها الخاصة بهاكطبقة ثورية استطاعت الحركة الوطنية ان تكسب من هذا الدم الجديد طفرة قويةجديدة.
ب- ولم تكن الرحلة الثانية للنضال التحرري تتميز بظهور المقاومة المسلحةفي المدن مثلما هي تتميز بقيام جيش التحرير الذي لا يتأتى إلا بالتأييد الفعال منطرف الجماهير القروية، كما اثبتت ذلك التجارب التاريخية المختلفة، ومعنى هذهالمرحلة أن دعوة حركة التحرير الوطنية قد بلغت سكان البادية والأرياف.
إن هذاالحدث إذا فهم وفسر على حقيقته يكون له مغزى ثوري عميق، لأنه يطرح مشكلتين هامتين: مشكلة تحالف القوي الثورية، ومشكلة أساليب النضال السليمة والعنيفة.
فالمشكلةالأولى تتعلق بربط نضال جماهير المدن من عمال وصغار التجار وحرفيين بنضال الفلاحينفي الأرياف، فكلنا نعلم أن الاستغلال الاستعماري قام عندنا على اغتصاب المعمرينللأراضي الزراعية، الذي نتج عنه استفحال البطالة في القرى، وهجرة الفلاحين للمدن،وهؤلاء الفلاحون المطرودون من أرضهم هم الذين يكونون جمهرة الصعاليك في المدن، وهمالذين دخلوا أفواجا في الحركة الوطنية، بينما منبع سخطهم ومصدر قوتهم الثورية خارجهذه المدن وفي وسط الأرياف، ولذلك فبمجرد ما تصل حركة التحرير الوطني الى هذهالأرياف نكون قد أقفلنا الحلقة وتصبح الطاقة الثورية المتجمعة في كلا القطبينالحضري والبدوي قوة لا مرد لها.
وبينما الثورة تكتسب قوة جديدة فهي لذلك تجدالطريق لتعميق مفاهيمها الايديولوجية، فهي إذا امعنت النظر في مشاكل قوتيهاالرئيسيتين، فإنها تستطيع الوصول الى وضوح الرؤيا، ففيما يتعلق بنظام الاستغلالالاستعماري، وفيما يتعلق كذلك بمشاكل العمال والفلاحين وارتباط بعضها ببعض، وأنإدراك هذه العلاقة لهي الدلالة على ثورية المنظمة وثورية برنامجها.
وأما المشكلةالثانية التي برزت من خلال هذه المرحلة من نضالنا الوطني فهي قضية العنف كأسلوبسياسي، ذلك أن النضال الثوري ضد أي نظام اقتصادي واجتماعي لابد أن يكون مزيجا منالوسائل السياسية والعسكرية، وتأرجحا مستمرا بين الأساليب القانونية، والأساليب غيرالقانونية، وكان لزاما علينا وقد وصلت بلادنا الى هذه المرحلة، أن ندرك هذه المشكلةعلى حقيقتها وفي منتهى مدلولاتها، وأن نستخلص منها النتائج الحتمية لتعميق الوعيالثوري للمناضلين.
جـ- وقد دخلت معركتنا في مرحلتها الثالثة بإندماجها في الأفقالثوري لمجموع بلاد المغرب العربي وتم ذلك بنفس السرعة التي كان يسير بها تعميقالأبعاد السياسية والإيديولوجية للحركة وهي تسير بخطى حديثة نحو أهدافها، وكانت هذهالمرحلة تشكل تحولا جذريا لأنها فتحت مجالا تستطيع معه الأقطار الثلاثة لبلادالمغرب العربي أن تنتقل من أهدافها المرحلية كعودة الملك، أو تأسيس دولة أو استرجاعالشخصية الذاتية الى أهداف ثورية استراتيجية، ومن خلال التباين الشكلي للمعاركالمختلفة بالأقطار الثلاثة بدأت تظهر وحدة الاستغلال الاستعماري ووحدة النضالالمصيري المشترك وأن المغزى الثوري لهذه الوحدة هو أنها تتجاوز الخصائص الإقليميةالمتباينة الناتجة عن تاريخ الاستعمار واختلاف النظم السياسية والمناورات الذكيةللمستعمرين لخلق التقسيمات المصطنعة لكي تصل الى وحدة نضالية يتبدد معها الكثير منالأساطير والأوهام.
وقد تمت اتفاقية (اكس ليبان) عند هذه المرحلة بالذات أي عندنهاية تطور طرحت فيها موضوعيا قضايا جوهرية بالنسبة لمعركتنا، وهي دور وأهدافالجماهير الكادحة الحضرية مع ضرورة ارتباطها بالجماهير القروية ومسألة اللجوء إلىالعنف لا في إطار محلي ضيق وإنما في مستوى أفقي متسع في النضال ضد الاستعمار.
فينهاية هذه الفترة من نضالنا القومي والتي رغم قصرها اخذت تظهر فيها عوامل التوضيحالجذرية التي كنا سندخل بها - كغيرنا من الثوار - في مرحلة حاسمة. في هذا الوقتبالذات وقع محمد الخامس في طريق عودته من المنفى الى المغرب اتفاقية «لاسيل سانكلود» مع الحكومة الفرنسية كنتيجة لمباحثات «اكس ليبان» والتي أدت إلى الاستقلالالسياسي الشكلي.
فهل معنى ذلك أن الخصم كان أكثر خبرة منا فأدرك قبلنا المغزىالعميق لاتجاه سير الأحداث؟ ولماذا لم تدرك حركة التحرير الوطني التي كنا منمسيريها الأغراض الأساسية للاستعمار؟ ولماذا لم نتول توضيح هذه الأغراض وما يترتبعنها من مسائل للمناضلين مع ما ينتج عن ذلك من تحديد لمتطلبات معركة تحريريةجذرية؟
علينا اليوم أن نجيب عن هذه الأسئلة وعلى أمثالها في هذا الباب. لقدمنحتنا الظروف التاريخية الوسائل الكفيلة لكي نقوم بدور التوضيح الذي كانت تفرضهعلينا مهمتنا الثورية، فهل قمنا بتقديم هذه التسوية التي تمت مع المستعمر كأنها حلوسط، أي أنها حل وسط ربحنا بمقتضاه ولكننا في نفس الوقت سجلنا خسرانا مؤقتا؟
ليسالمهم اليوم أن نطرح بشأن هذه الاتفاقية أسئلة مزيفة مثل «هل كان يمكننا رفضالاتفاقية» أو «مالذي دفع فرنسا الى قبولها-؟» السؤال الوحيد الذي يهمنا توضيحه هواثر هذه الاتفاقية عن الانطلاقة الثورية وحركتنا الوطنية.
فلا أحد يستطيع أنينكر الدور الذي لعبه في التحول المفاجئ للسياسة الفرنسية اقتران الحركتينالتحريريتين، الجزائرية، والمغربية، ما كان سيترتب عليه من نتائج، وأيضا ليس منقبيل الصدفة أن في الوقت الذي بدأ فيه المناضلون - وإن كانوا قد بدأوا فقط يدركونمن وراء الرمز المعني العميق للنضال الوطني، في هذا الوقت بالذات فهم المستعمرون - المعنى العاطفي لارجاع الملك من منفاه، ونحن اليوم إذا حللنا هذه المطابقات بعدمرور الزمن عليها ندرك أنالسياسة الاستعمارية بلغت منتهى من الذكاء كنا أبعد مانكون عن تصوره.
نعم، بدأت تنضج المعالم الميكيافيلية لهذه السياسة عندما شرعالاستعمار في تطبيقها على مدى أوسع في مجموع القارة الإفريقية، غير أنه منذ نهايةسنة 1956 أخذت مرارة الخيبة تظهر في نفوس عدد من المناضلين وخاصة عند قادة حركةالمقاومة وجيش التحرير، وكان ذلك بمثابة الشعور الحدسي بأن سير الثورة قدتوقف.
فهل نحن أخذنا في حسابنا هذا الشعور بالخيبة واستنتجنا منه نتائج إيجابية،كما كان يجب علينا؟ وهل شرحنا مغزى حل «اكس ليبان» بعد أن ظهرت سياسة الخصم جليةواضحة للعيان، عندما أعلن الجلاوي تراجعه المسرحي وتوبته الموعز بها اليه؟
كلالم يقع شيء من ذلك، بل اخذنا على حسابنا تلك الاتفاقية بما لها وما عليها وتقدمنابها كعربون على اندحار الاستعمار الفرنسي، ثم إننا صورنا انحلال (مجلس العرش) الذينصبه الاستعمار كهزيمة أخرى للسلطة الاستعمارية بينما لم يكن في الواقع إلا فخامدروسا للتظاهر بالتنازل، ودخلنا في اللعبة الاستعمارية باستبدالنا الهدف الأساسيلمعركتنا، وقد بدأ يتضح للمناضلين، هدف آخر قد يظهر لأول وهلة قريب المنال، بينماهو في المدى البعيد بمثابة السراب.
إننا في الحقيقة لم ندرك معنى المنعرج الذيوصلت اليه حركتنا، ولم نتخذ له العدة في وقته، لأسباب يمكن مناقشة صلاحيتها، ولكننتيجتها الملموسة هي أننا عللنا أنفسنا بأن تلك التسوية السياسية إنما كانت توقفامرحليا في مسيرتنا الثورية، وكان مفروضا ضمنيا أن يستغل هذا التوقف كفترة استجمامللحركة الوطنية، تستغلها لإعادة نفسها، ولمعالجة التضخم الذي أصابها واستيعابالقطاعات الثورية الجديدة في صفوفها، غير أن هذه المحاولات وإن كانت قد أنجزت بنيةحسنة، إلا أنها لم تكن موضوعة في إطار استراتيجية شاملة، جعلها تفضي الى نتائجعكسية، بل الى تعفن أجهزة الحركة التحريرية.
إن هذا التحليل النقدي لتسوية «اكسليبان» الذي لم نقم به سنة 1956، علينا أن نقوم به اليوم حتى نستخلص منه في سياستناالداخلية موقفا واضحا ومحددا بالنسبة للتسويات أو الحلول الوسطى التي قد نضطر الىقبولها في المستقبل، إن مثل هذه الحلول يجب أن تقدم بصفة موضوعية وبتقييم حقيقي، لاأن ندافع عنها كانتصارات حاسمة، وبذلك نمنعها من خلق ضباب حول وضوح الوعي الثوريللمناضلين.
ليس من المحرم على حركة ثورية أن تمر في حلول مرحلية، لأن ذلك متوقفعلى توازن القوى، وعلى تحديد الأهداف القريبة منها والبعيدة، والمهم هو أن يتم كلشيء في وضح النهار وبتحليل شامل يوضح الأوضاع للمناضلين.
علينا أن لا نقع مرةأخرى في خطأ «اكس ليبان»، ولا نتولى تبرير التسويات كأنها انتصارات تخدم في الواقعاغراضا انتهازية.
2 - صراع في نطاق مغلق
هل من حاجة الى التذكير بالمعاركالمتعددة التي اضطررنا لخوضها من سنة 1956 إلى 1960 دون أن يعرف الشعب شيئا عنها،وكلها كانت تدور بين جدران أساطين حزب الاستقلال، أو داخل القصور الملكية دون أنينفذ صداها إلى الخارج.
وتعلم بعض إطارات الحزب بالتفصيل كيف قمنا منذ البدايةونحن لانزال في حزب الاستقلال بالدفاع عن مبدأ أساسي يضمن لكل حكومة تستحق هذاالإسم ان تباشر السلطة التنفيذية المخولة لها، ذلك المبدأ الذي بدون احترامه تكونالحكومة إسما بلا مسمى، وهو أن تكون بيد الحكومة سائر وسائل السلطة، وبالأخصالاشراف على موظفي وزارة الداخلية والمحافظين، وكذلك مصالح الجيش والشرطة، والدركالتي كان القصر يعمل على احتكارها، وكنا كلما وضعنا مشكلة هذه المناطق المحرمة، أوادرجناها في أعمال أحد المجالس الوزارية وجدنا أنفسنا موضع هجوم مركز من طرفالصحافة الاستعمارية الفرنسية تحت عناوين بارزة ومانشيتات:
«العرش المغربي فيخطر»، وفي ذلك منتهى المفارقة لصدوره من أولئك الذين اعتدوا على العرش من قبل ثلاثسنوات.
ولم نقم قط بواجب التوضيح أمام الرأي العام لهذه المعارك المتجددة علىتعاقب الحكومات من الوزارتين الائتلافيتين الأولى والثانية الي حكومتي بلافريج،وعبد الله ابراهيم، ولم نقل قط للشعب أننا كنا فاقدين لوسائل تنفيذ برنامجنا، فلاغرابة إذن من أن يتهمنا البعض اليوم بأننا كنا نتوفر على سائر السلطات طيلة سنوات 1956 إلى 1960، بينما كنا فاقدين لجوهر السلطة، هذه الحقيقة.
ولننتقل الىالمعارك التي خضناها في الميدان الاقتصادي، فإن أولئك الذين ينسبون لانفسهممشاريعنا ويتبججون بها في خطبهم كانوا من ألد اعدائها عندما كنا نعرضها ونحن نشاركفي الحكم، فكم تحمل أخونا عبد الرحيم بوعبيد من متاعب ليوجد للمغرب بنك اصدارعملته، ولكي لا تبقى هذه العملة تابعة للعملة الأجنبية وكم تكبد من مشاق لايقافنزيف الرأسمال الوطني، ولم تتحقق بعض تلك المشاريع الا بفضل صبر طويل ومثابرةبيداغوجية لا تعرف الملل طيلة أربع سنوات من أكتوبر 1956 الى أبريل 1960.
وسنوضحفيما بعد أن هذه الإصلاحات لم تكتب لتغير من جوهر السيطرة الإستعمارية في الميدانالاقتصادي، إلا أنه من الواجب أن نؤكد هنا أن هذه الإصلاحات على ضالتها بالنسبة لمايزال منتظرا منا انجازه لتحقيق التحرر الإقتصادي، لم تر النور إلا بعد معارك مريرةلم يسمع الشعب عنها شيئا.
ومثل ذلك حصل عندما عرضت مسألة اختيار أسلوب الاقتراعفي انتخابات المجالس المحلية البلدية والقروية، فقد اصطدمنا مع القصر لكي يكونالاقتراع باللائحة، فهو الأسلوب الوحيد الذي يضمن عن طريقه قيام مجالس بلدية تكونأداة للبناء الإقتصادي والاجتماعي، ولكن القصر التجأ الى استشارة (علماء) من الخارجليفتوا له بصلاحية الإقتراع الفردي أو ما شابهه حسب رغبته، وطالبنا بالرجوع الىاستشارة المنظمات السياسية، فطلب القصر رأيها ولو أنه أدخل في زمرتها من لا يحمل منالكيان السياسي سوى الإسم، وكانت النتيجة أن خمس منظمات اتفقت على رأينا ضد ثلاثمنظمات اثنتين منها كانتا ضد مبدأ الانتخابات من أساسه وكل ذلك لم يمنع القصر منفرص الاقتراع الفردي الذي نتج عنه بعث العناصر الاقطاعية والرجعية، وهذه المعاركأيضا لم يعرف الشعب من أشواطها شيئا.
وهكذا في المعارك التي دارت داخل اللجنةالتنفيذية، أو اللجنة السياسية لحزب الاستقلال حتى 25 يناير 1959، فإن انزلاق بعضالقادة في طريق المساومات الانتهازية، بل ومساهمتهم في المؤامرات الخسيسة ضد جيشالتحرير والمقاومة، أو النقابات العمالية، كان منشأ اصطدامات عنيفة لو أعلن عنها فيابانها لوفرت علينا كثيرا من الوقت وخيبة الأمل والمزيد من التضحيات.
إن مثل هذهالأخطاء يجب أن لا نقع فيها من جديد، كما أن الأخطاء السابقة ينبغي مراجعتهاوتحليلها للمناضلين حتى تضع حدا لبعض الأساطير، ونحرم الاستعمار الجديد من استغلالبعض الخرافات المزيفة الكاذبة..
3 - من نحن؟
مضى علينا زمن طويل ونحن لانريد الافصاح عن الهدف الذي نرمي اليه.
فبسبب التسويات وانصاف الحلول غيرالمشروحة، وبسبب المعارك الدائرة في طي الخفاء، لم نتمكن من تحديد آفاقنا البعيدةولطالما تلقينا هذا الاستفسار، ما هو برنامجكم؟
لاشك أن هذا الاستفسار خاطيء فيالشكل الموضوع عليه، لأن أي أحد يستطيع أن يسطر برنامجا كما تشهد بذلك البرامجالعديدة التي تصدر عن النظام القائم وعملائه السياسيين.
ومع ذلك، فإن هذا لاينقص من قيمة النقد الذي نوجهه لأنفسنا، وهو عدم تبيان واضح لمعالم المجتمع الجديدالذي نسعى لبنائه في الميادين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
ولابد لنا منوضع حد لهذا الغموض مادامت الصورة السياسية للقوى المتصارعة في البلاد قد انكشفت،فإن مزيدا من التوضيح لابد منه حتى نحدد اتجاهنا كاختيار ثوري أمام الاختيار الرجعيالديماغوجي المتحكم في البلاد.
وأن أفضل سبيل لذلك هو اغتنام فرصة انعقادالمؤتمر الثاني لحزبنا من أجل تبيان المهام التي تنتظرنا في العاجلوالآجل.
rs5rs5rs5