بعد سقوط الخلافة الاسلامية فى تركيا عام 1924ظهرت فى تركيا بعض الرموز الاسلامية
التى حرصت على حمل اللواء فقامت حركة الشيخ سعيد بيران للمناداة بعودة الخلافة الاسلامية
ومناهضة القوانين العلمانية التى شرعها أتاتورك لكن للأسف الشديد فإن الطاغية أتاتورك جابه هذه الحركة بدرجة كبيرة من العنف وأعدم الشيخ سعيد بيران وعدد كبير من أتباعه ونفى أعدادا آخرى الى
خارج البلاد ليحافظ على علمانية الدولة ولم تمت الحركة الاسلامية بإعدام الشيخ سعيد بيران بل
إزدادت قوة بظهور نجم جديد من أتباع الشيخ سعيد بيران هو العلامة الكبير والمجدد العظيم بديع الزمان النورسى الذى أعلن بوضوح رفضه لمبادىء العلمانية الوقحة التى اتى بها أتاتورك فنفى الى مدينة نائية من مدن تركيا وظل فى منفاه حتى مماته وذلك من عام 1925حتى عام 1960ومع ذلك
فرسائله الى أتباعه فى تركيا لم تنقطع ومؤلفاته لم تتوقف وهو أحد أسباب إنتشار الاسباب الإسلام فى تركيا وهو من العلامات الفارقة فى تاريخ الامة الاسلامية
وفى خطوة لترسيخ العلمانية بشكل أكبر قامت الحكومة التركية فى عام 1930 بإغلاق مدارس الآئمة
والحفاظ التى كانت منتشرة أيام الخلافة الاسلامية وبعد وفاة أتاتورك عام 1938 عادت المطالبة بجديد بفتح هذه المدارس وتم ذلك بالفعل فى عام 1947 وفى نفس السنة تم انشاء بعض الجمعيات الاسلامية
على استحياء لتنادى ببعض المظاهر الاسلامية البسيطة وفى سنة 1950 حدث تغير مهم فى الحكومة
التركية صعد على أثره عدنان مندريس الى رئاسة الوزراء فى تركيا وظل فى منصبه حتى عام 1960
ولم يكن عدنان مندريس إسلاميا ولكنه كان وطنيا يظهرإمكانية التعامل مع كل القوى من أجل مصلحة تركيا وهذه الظروف نشط الاتجاه الاسلامى نسبيا وزادت أعداد مدارس الآئمة والوعاظ وبرز دور علماء الدين بشكل واضح ولم تكن هذه التغيرات خافية بطبيعة الحال على الجيش التركى حامى العلمانية فقام الجيش بإنقلاب دموى رهيب فى عام 1960 ونقذوا حكم الاعدام فى عدنان مندريس وكانت هذه صدمة كبيرة للحركة الاسلامية فى تركيا خاصة انها جاءت متزامنة مع وفاة العلامة
بديع الزمان النورسى فى منفاه فى نفس السنة ولكى ندرك مدى الحقد لدى العسكريين الاتراك يكفى
ان تعلم انهم هجموا على قبره واخذوا جثته ودفنوها فى مكان غير معلوم ولايعلمه احد من الاتراك حتى يومنا هذا وظل الوضع على هذه القتامة الى ان ظهرت شخصية محورية فى تاريخ تركيا وهو
القائد الاسلامى الجليل نجم الدين أربكان الذى قام بتأسيس حزب السلامة عام 1972 وكان ينادى
بإقامة النظام العادل ويبرز آفات العلمانية التركية المتشددة ولم يكن حزب السلامة واضح الاسلامية حتى لايقتل فى مهده ولكن يبدو اصلاحيا وطنيا وبعد تأسس هذا الحزب التقى نجم الدين اربكان مع
رجب طيب أردوجان وكنا طالبا فى كلية الاقتصاد والياسة وأعجب به اعجابا شديدا وضمه الى حزب السلامة ولم تكن هذه التحركات بعيدة عن اعين النظام التركى فقام بحل حزب السلامة فى سنة 1980
وظنوا ان الامر انتهى لكن المخضرم اربكان عاد وانشا حزبا اخر سنة 1983 واسماه حزب الرفاة والتى كانت توجهاته اسلامية بشكل واضح فى هذا الحزب لمع نجم اردوجان بسرعة وصار اردوجان رئيسا لفرع الحزب باسطنبول سنة 1985 وكان عمراردوجان أنذاك 31 سنة انتشرت فروع حزب الرفاة فى تركيا بسرعة وبدأت صحوة اسلامية حقيقية واصبحت السيطرة الكاملة لهذا الحزب فى اهم مدينتين وهما اسطنبول وأنقرة وفى سنة 1994 حقق الحزب مفاجأة كبيرة بفوزه فى انتخابات البلدية
فى عدة مدن وفوز اردوجان بمركز رئيس بلدية اسطنبول مما يشهد ان الانتخابات فى تركيا نزيهة وليس فيها التزوير المشهور فى البلاد العربية وحقق اردوجان فى منصبه انجازات هائلة وان ينتشل المدينة من الافلاس وان يحل مشكلات كبيرة مثل انقطاع الكهرباء والمياه واستطاع ان يحول المدينة
الى واحة خضراء ومتميزة وعندما سألوه عن سر هذا النجاح منقطع النظير قال فى وضوح وشجاعة لدينا سلاح نتم لاتعرفونهانه الايمان ولدينا الاخلاق الاسلامية واسوة رسول الانسانية عليه الصلاة والسلام وفى سنة 1995 حدثت مفاجاة كبرى بفوز حزب الرفاة على اعلى المقاعد فى النتخابات البرلمانية ولكن الرئيس العلمانى سليمان ديمريل عهد الى الاحزاب العلمانية بتكوين ائتلاف ضد حزب الرفاة ومع ذلك شاء الله ان ينهار هذا الائتلاف ليصعد نجم الدين اربكان الى منصب رئيس الوزراء سنة 1996ويصبح اول رئيس وزراء اسلامى منذ سقوط الخلافة الاسلامية وحدثت ازمه كبرى فى
داخل الجيش التركى وكان من رأى بعض بعض قادة الجيش ان يتركوا اربكان فى منصبة حيث كانوا يتوقعون فشله وعدم نجاح مشروعه الاسلامى وبذلك تصل رسالة سلبية الى الراى العام فى تركيا لكن حدث مالم يكن يتوقعوه ونجح اربكان فى عام واحد من خفض ديون تركيا من 38 مليار الى 15مليون
دولار واقترب من حل المشكلة الكردية ونجح فى اقامة علاقات دبلوماسية قوية على الساحة العالمية وتقدم الاقتصاد التركى خطوات واسعة وبات واضحا ان السر فى النجاح هو الاسلام شعر الجيش التركى بالخطر العظيم فأقدم على الخطوة الاثمة وهى الانقلاب العسكرى ودخلت الدبابات التركية الى شوارع انقرة واسطنبول واجبر اربكان على الاستقالة وحل حزب الرفاة وقدم اربكان الى المحاكمة بتهم
كثيرة منها انتهاك علمانية الدولة وصدر القرار بمنعه من مزاولة النشاط السياسى لمدة خمس سنوات
وفى نفس الوقت قدم اردوجان الى المحاكمة بتهمة اثارة الفتنه وكان من ادلة الحكم ضده انه قال بعض الابيات الشعرية فى احدى خطبه ومنها المساجد ثكناتنا والقباب خوذاتنا والمآذن حرابنا والمؤمنون جنودنات وصدر القرار بسجنه عشرة اشهر ودخل بالفعل السجن لمدة اربعة اشهر ثم افرج عنه لحسن السير والسلوك وتم منعه من مزاولة نشاطه السياسى لمدة خمس سنوات لم ييئس اربكان واردوجان من هذه الصدمات فاسس اربكان حزبا جديدا اسماه حزب الفضيلة سنة 2000 ولم يكن هذا الحزب باسمه لانه ممنوع من مماسة العمل السياسى لمدة خمس سنوات وانضم الى الحزب اردوجان وعبد الله جول وجد اردوجان وجول ان مصير الحزب سيكون كسابقه ومن ثم قاد حركة اصلاحية داخل الحزب بل وترشحا ضد قوطان احد اتباع اربكان لكن وقوف اربكان خلف قوطان ادى الى نجاح قوطان مما دفع اردوجان وجول الى ترك الحزب مع كامل تقديرهما لاستاذهما واستاذ الحركة الاسلامية فى تركيا نجم الدين اربكان قام اردوجان وجول بتاسيس حزب جديد اسماه حزب العدالة والتنمية ونفذا فيه مشروعهما الاصلاحى ووجد هذا الحزب قبولا واسعا فى الاوساط التركية مما ادى مفاجاة ثقيلة جدا فى عام 2002 حيث فاز حزب العدالى والتنمية باغلبية مطلقة فى الانتخابات البرلمانية واوكل اليه تشكيل الوزارة برئاسة جول وذ1لك لان رئيس الحزب اردوجان ممنوع من ممارسة العمل السياسى لمدة خمس سنوات وبعد قليل استطاع البرلمان ان يضغط لتغيير الدستور ليصعد اردوجان الى منصب رئيس الوزراء فى تركيا سنة 2002 وفى سنة 2003 زال الخطر عن اربكان فاسس حزبا جديدا هو السعادة لكن العلمانيين كانوا له بالمرصاد واعتقلوه بتهمة اختلاس حزب الرفاة المنحل وتم الحكم عليه بالسجن لمدة سنتين مع انه قد تجاوز السابعة والسبعين من عمره و فى سنة 2006 اكد اردوجان شعبيته بالفوز مرة اخرى فى انتخابات البرلمان مما يثبت بوضوح ان الشعب التركى اصبح طالبا للاسلام بشكل صارخ .
من منتدى منابر ثقافيةd8sd8sd8s
الحركة الاسلامية في تركيا
المواضيع المتشابهه
