تربية الأبناء من أهم الأمور والأكثر أهمية
فالطفل أمانة عند والديه ؛ وقلبه الطاهر البرئ جوهرة نفيسة فان عودناه على الخير وتعلم فعله نشأ عليه وسعد فى الدنيا والآخرة ؛ وان عودناه على الشر وأهمل اهمال البهائم شقى وهلك
وللأمام الغزالى رحمه الله اراءشيقة فى هداالباب تهمنا جميعا كأباء وأمهات وأجداد فى تربية اطفا لنا .
صيانة الطفل : والمقصود بالصيانة أن المسؤل عنه يؤدبه ويهذبه ويعلمه محاسن الأخلاق ويحفظه من رفقاء السوء d8sومهما رأى فيه من مخايل التمييز فانه ينبغى أن يحسن مراقبته وأول ذلك بداية
ظهور الحياء فانه اذا كان يحتشم ويستحى ويترك بعض الأفعال فليس ذلك الا لاشراق نور العقل عليه ؛ حتى يرى بعض الأشياء قبيحا ومخالفا للبعض فسار يستحى منشئ دون شئ .
عواقب الاهمال : ان الطفل اذا أهمل فى بداية نشأته خرج فى الأغلب ردئ الخلق كذابا ًحسودا ًسروقا ًنماما ًذا فضول وضحك وكيد ومجانة ؛وأما يحفظ من جميع ذلك بحسن التأديب ثم يشغل فى المكتبات والكتاتيب ليتعلم القرآن وعلومه وحفظه وأحاديث الأخبار وحكايات الأبرار وأحوالهم لينغرس فى نفسه حب الصالحين ، ويحفظ من الأشعار والمأثورات ما فيه ذكر الخير وأهله .
d8s
مجازاته : ومهما ظهر من الطفل من خلق جميل وفعل محمود فيكرم عليه ويجازى عليه بما يفرحه ويسعده ويمدح بين أظهر الناس ؛ فان خالف ذلك فى بعض الأحوال مرة واحدة فى مدة ليست بالقصيرة فانه لابد من التغافل عنها
فلا يؤنب عليها ولا يكشف ستره ؛ لاتكثر القول عليه بالعتاب فى كل وقت
وحين فانه سيهون عليه سماع الملامة وركوب القبائح ويسقط وقع الكلام معه وتأثيره عليه ؛ وليكن حافظا ً له يبنى الكلام معه فلا يوبخه الا أحيانا
d8s
والأم
تخوفه بالأب وتزجره وتنهاه عن القبائح والأفعال الرديئة .
ويعود : فى بعض النهار المشاركة والحركة والرياضة ؛ حتى لا يغلب عليه الكسل ؛ ويمنع من التفاخر على أقرانه بشئ مما يملكه والده بل يعود على التواضع واكرام أصدقائه ومعاشريه والتلطف معهم فى الكلام ؛ ويعلم أن الرفعة فى العطاء لا فى الأخذ وأن الأخذ لوم وخسة ودناءة وأن كان من أولاد الفقراء يعلم أن الطمع والأخذ
مهانة وذلة وأن ذلك دأب الكلب يتبصبص فى انتظار لقمة طامعا فيها .
d8s
وينبغى : أن يعود الا يبصق فى مجلسه ولا يتمخط ولا يتثائب بحضرة غيره ؛ ولا يضع رجلا على الأخرى ؛ ولا كفا تحت ذقنه ؛ولايعمد رأسه بساعده فان كل ذلك دليل الكسل ؛ولايستدبر غيره (أى لايعطى ظهره لمن يحادثه) ويعلم كيفية الجلوس ويمنع كثرة الكلام ويبين له أن ذلك من الوقاحة ؛ ويمنع الحلف رأسا سواء أكان صادقا ًأم كاذبا ًحتى لا يعتاد ذلك من الصغــــــر .
ويمنع : أن يبتدئ بالكلام والا يتكلم الا جوابا ًوبقدر السؤال وأن يحسن الأستماع مهما غيره مما هم أكبر منه سنا ًوأن يقوم لهم ويوسع لهم فى المكان ويجلس بين يديهم ويمنع لغو الحديث وفحشه ومن اللعن والسب ومن مخالطة من يجرى على ألسنتهم شئ من ذلك فهذا لايسرى لا محالة الا من قرناء السوء وأصل
تأديب النشئ الحفظ من قرناء السوء .
وينبغى : أن يعلم طاعة وأحترام والديه ومعلميه ومؤدبيه وكل من هو أكبر منه سنا ًمن قريب أو أجنبى ؛ .
فأوائل الأمور : هى التى ينبغى أن تراعى فان الطفل بجوهره خلقه الله قابلا للخير والشر معا وأنما أبواه يميلان به الى احدى الجانبين...
***************