السفر عبر الزمن من الأفكار الكلاسيكية التي طرحت في أدب الخيال العلمي. فقد تعرض لها الأديب الانجليزي ج. ويلز عام 1895في (آلة الزمن) وجاك فيسني في (وجه في الصورة) ورؤوف وصفي في (مغامرة في القرن السادس عشر) وتوفيق الحكيم في مسرحيتي (أهل الكهف، ورحلة إلى الغد)..
d8s
ومن أجمل الروايات التي قرأتها رواية تدور حول وكالة سياحية (من القرن القادم) تنظم لعملائها رحلات سياحية إلى الماضي لمشاهدة الكوارث والأحداث العظيمة التي وقعت على الأرض.. وهكذا يتنقل السياح عبر الزمن لمراقبة الحرب الأهلية في أمريكا وسقوط القنبلة الذرية على هيروشيما ثم الانتقال إلى الستينات لمشاهدة اغتيال الرئيس كينيدي على الطبيعة ثم العودة إلى سان فرانسيسكو لمعاينة زلزالها الشهير قبل وقوعه بدقائق!!
وقد تحولت معظم هذه الروايات إلى أفلام سينمائية رائعة ـ بما فيها أول رواية لويلز "آلة الزمن".. ومن الأفلام التي جمعت بين الكوميدا والخيال فيلم "العودة إلى المستقبل" حيث يعود البطل إلى الزمن الماضي لمساعدة والده المراهق والتقريب بينه وبين والدته تمهيداً.. لانجابه!
* ومن وجهة نظر علمية هناك شبه اتفاق على وجود طريقة ما لعكس اتجاه الزمن، فقبل خروج انشتاين بنظريته النسبية كنا نعتبر الكون ثلاثي الأبعاد فقط ـ الطول والعرض والارتفاع ـ ثم أضيف الزمن كبعد رابع لا يقل أهمية. إلا ان الزمن يتميز عن الأبعاد الأخرى بأنه يسير إلى الأمام فقط.. ففي العرض والطول والارتفاع يستطيع الإنسان التحرك يميناً أو شمالاً، صعوداً أو هبوطاً، جيئة أو ذهاباً، بينما لا يملك ـ إلى الآن ـ وسيلة لجعل الزمن يتراجع نحو الخلف.. غير ان قوانين الكون ليس فيها ما يمنع تراجع الأجسام إلى الماضي (نظرياً على الأقل) كما ان قوانين الفيزياء النسبية (المتعلقة بالحركة) تصلح للتطبيق بنفس الفعالية عندما يعود الزمن للخلف!!
* ومن الأفكار "الانشتاينية" العجيبة أن الزمن يتباطأ ويتراجع في حالتين:
ـ الأولى: حين يتحرك الجسم بسرعة تقترب من سرعة الضوء أو تزيد!
ـ والثانية: حين تتواجد كتلة مادية ضخمة تؤثر على الأبعاد الفراغية للكون!
وعليه فإن نجاحنا في الوصول إلى سرعة الضوء سيرافقه نجاحنا في الرجوع إلى الزمن الماضي (وهي ظاهرة موجودة في الكون ـ وتشكل محور أفلام العودة للماضي)!
وكان العلماء في معهد كاليفورنيا التكنولوجي قد وضعوا في عام 1988أول مشروع يتيح نظرياً السفر للماضي من خلال مسلك يعتقد العلماء بوجوده في الثقوب السوداء (التي تعتبر بمثابة بوابات كونية نحو الماضي).. وبعد ذلك اقترح عالم يدعى "ريتشارد جوت" بناء سفينة فضائية تدور بسرعة تقترب من سرعة الضوء حول مواقع مكثفة من الطاقة الأمر الذي سيؤدي إلى تراجعها للزمن الماضي (وهي طريقة ثبت صحتها بمراقبة جزيئات الذرة)!!
* وقد لا يتمكن العلماء قريباً من ترجمة كل الأفكار إلى واقع عملي، ولكن الزمن الماضي احداث (وُجدت واكتملت) وبالتالي قد نجد إليها منفذاً ذات يوم. أما الانتقال إلى المستقبل فهو ما أراه مستحيلاً كونه (لم يخلق بعد) ومايزال في علم الغيب!!
.. على أي حال طالما افترضنا امكانية الانتقال إلى الماضي، فما المانع من حدوث العكس وحضور الماضي (بما فيه) إلى وقتنا الحاضر"!!!!!!
****************