عندما تطالع في كتب الأدب وتقرأ عن حال من طاف بهم طائف
الهم والألم من فراق أو وداع أو عشق تجد العجب العجاب !!
وتزداد عجباً وحيرة ً عندما ينتهي الأمر بهم إلى الجنون أو الموت
فلا يجدوا متنفساً للبوح عن ما في أنفسهم
سوى نظم القوافي والأشعار
كتب الأدب تزخر بمثل هذه القصص والمواقف ..
تعالوا معي نقلّب بعض من هذه الصفحات ونقرأ
d8s
حكى بعضهم قال : دخلنا إلى دير هرقل فنظرنا إلى مجنون
في شباك وهو ينشد شعراً ، فقلنا له : أحسنت ،
فأومأ الى حجر يرمينا بــــه
وقال : ألمثلي يقال أحسنت ، ففررنا منه ، فقـــــال :
أقسمت عليكم اِلا ما رجعتم حتى انشدكم فإن أنا
أحسنت قولو :أحسنت وأن أنا أسأت قولو : أسأت
فرجعنا اليه فأنشد يقول :
d8s
لما أناخوا قبيل الصبح عيسهمو
وحملوها وسارت بالدمى الابــل
وقلبت بخلال السجف ناظرهــــا
ينوا اليّ ودمع العين ينهمــــــــل
وودعت ببنــان زانـــه عنـــــــــــم
نادت لا حملت رجلاك ياجمـــــــل
ياحادي العيس عرّج كي أودعهـم
ياحادي العيس في ترحالك الأجـل
إني على العهد لم أنقض مودتهم
ياليت شعري لطول البعد مافعلوا
فقلنا له : انهم ماتوا فقال : والله وأنا أموت بعدهم
ثم شهق فأذا هو ميت رحمه الله تعالى ....
فكتب أحد الشعراء بعده هذه الابيات :
لما علمت بأن القوم قد رحلــــــــــوا
وراهب الدير بالناقوس مشتغـــــــــل
شبكت عشري على رأسي وقلت له
ياراهب الدير هل مرت بك الابــــــــــل
فحن لي وبكى بل رق لي ورثـــــــى
وقال لي يافتى : ضاقت بك الحيـــــل
إن الخيام التي جئت تطلبهــــــــــــــم
بالأمس كانوا هنا والان قــــد رحلــــوا
d8s
*****