نظرية البعد الرابعلقد درج المحللون على تقسيم البشر الىقسمين رئيسين الأول من يتبنى التفكير العلمى فى حياته والآخر من يعيش على الغيبياتومن يتبنى التفكير العلمى يرفض الخرافة بكل أشكالها وأنواعها بل ويخضع كل قضيةللمنطق العقلانى بينما يرفض القسم الآخر والذى يتبنى الغيبيات قبول المنطق العقلىعلى أساس أنه يقيد روح الإنسان ويمنعه من التحليق فى الأجواء العليا والكائناتوالإتصال بالكائنات غير المرئية وتوقع المعجزات والخوارق، إلا أنه بعد أن اتسع فىنطاق التفكير الغيبى فى بلادنا والعالم لأسباب كثيرة بدأت ظاهرة هروب بعض المثقفينالى الغيبيات ومحاولة التوفيق بين التكنولوجيا والغيبيات ومحاولة إخضاع العلمللخرافة.
فعلى سبيل المثال ظهور نظرية إعتبار الزمن كبعد رابع فى النظام الكونىوهو مايطلق عليها نظرية "البعد الرابع" وكانت النظرية السائدة تقول بأن كوكب الأرضيخضع لنظام الأبعاد الثلاثة (الطول والعرض والإرتفاع) ولكن بعد إكتشاف النظريةالنسبية دخل البعد الرابع فى النظام الكونى والذى بدخوله صنع ثورة ضخمة فى فهمالكون وعلاقة الإنسان به، وأن الزمن ليس له وجود بالصورة التى نعرفها الإ عند البشرفى الكرة الأرضية، أما فيما عدا ذلك فالزمن مختلف تماما فلو إفترضنا إن شخصا يتحركبين الكواكب بسرعة الضوء لمدة عام وعاد الى الأرض فقد سجل الف عام من عمر الأرضلكنه فى نفس الوقت لم يتقدم به العمر إلا سنة واحدة أى 365 يوما، ولذلك فالزمن نسبىوليس مطلقا، الى هنا والبحث العلمى عميق ورائع ولكن المشكلة تأتى عند التطبيق حيثإن قدرة الكائنات البشرية على كوكب الأرض لا تستطيع إلا رؤية الأبعاد الثلاثة، لكناذا تخيلنا اننا انتقلنا الى عالم ذى أبعاد أربعة فسيكون فى مقدورنا أن نرى البعدالرابع وهو الزمن، وفى هذه الحالة نستطيع أن نطلع على الماضى والحاضر والمستقبلوالإنسان فى هذه الحالة سائح فى رحلة الحياة وقد جاء رغما عنه ليركب قطار الزمنوسوف يمر بمحطات فى الطريق وسرعان ما تختفى ولكنها لا تختفى حقا لأنها ما زالتهناك، كل ما حدث أنها غائبة عن نظره والمحطات التى ما زالت أمامه هى المستقبلبأحداثه، إنها أيضا هناك ولكنه لم يمر بها بعد.. إذن فالأحداث لا تحدث إنما نحنالذين نمر بها ولاشك أن هذا الكلام يثير التفكير ويفتح المجال لجدل لاينتهى، فالبعضيقول بأن هذا الفرض نظرى بحت بل وخيالى ولا يمكن حدوثه وغير قابل للتطبيق، والبعضالآخر يرى أن فى هذا المفهوم دعوة الى القدرية حيث لايملك الإنسان من أمرهشيئا.
_________منقول_________